الفضاء الروائي في سرديَّات أحمد الجنديل

ثقافة 2023/01/25
...

 كربلاء: صلاح حسن السيلاوي


ضيَّفَ اتحاد أدباء كربلاء القاص أحمد الجنديل عبر أمسية تحدث فيها عن تجربته السرديَّة، أدارها القاص إبراهيم سبتي وحضرها جمهور الأدب والثقافة في المدينة.

تحدث سبتي في بداية الأمسية التي كانت بعنوان (الفضاء الروائي في سرديّات أحمد الجنديل) عن اللمسات الجماليّة للسرد الروائي بشكل عام، وسرديّات أحمد الجنديل بشكل خاص واضعًا مجسّاته الفكريَّة على محاور عديدة شكلت الفضاء الروائي

للمحتفى به.

ثم أشار الضيف وهو يتحدث عن تجربته إلى أن الكتابة وجع داخلي ونزيف لا ينتهي، وأنه لم يمارس جلد ذاته عبرها، ووضع المتلقي نصب عينيه، ومن حق المتلقي قبول أو رفض ما يكتب. 

تكلّم لاحقاً عن جوانب متعددة تخص فكرة المحليّة والعالميّة في الكتابة السرديّة قائلا: الأدب المحلي ينتهي بريقه بانتهاء بريق البطل، أو الحدث عندما يتجاوزه الزمن وبعدها يدخل هذا النوع من الأدب إلى حقل التوثيق والتاريخ إذا كان مغلقا على محليته، وما أظن أديبا ناجحا ومشهورا قد تجرّد عن المحليَّة في أدبه (تشيخوف، ديستوفسكي، همنغواي، ماركيز، هوغو، نجيب محفوظ، يوسف إدريس) وجميع المبدعين الكبار، ولكنهم جميعا خرجوا من محلياتهم إلى الفضاء الإنساني العام، تناولوا القيم الأساسية لوجود الإنسان.

وعن طقوس الكتابة قال الجنديل: هذه اللحظة تشبه الجنين الذي ينمو في رحم أمه وعندما تقترب ساعة الولادة، لا بدَّ من الخروج إلى النور، في أحيان كثيرة يخرج المولود ميتاً ساعة ولادته، وأحياناً معافى، ما يهمني هو التخلّص من هذا الحمل ساعة المخاض، وأطير فرحا عندما أراه يتمتع بالعافية. 

وكان للمداخلات النقديَّة دور في إضفاء مزيد من العمق في الحوار أسهم بتقديمها عدد من الأدباء ناقشوا فيها جوانب متعددة من حياة الجنديل الثقافية والقضايا الفكرية المتعلقة بالمشهد الثقافي العراقي، ومنهم: الشاعر عبد الحسين الدعمي والناقد الدكتور عمار الياسري والروائي حسن عبيد عيسى والقاص حمودي الكناني والروائي سعد السمرمد والشاعر قاسم بلاش والقاص خالد مهدي الشمري.

أمين الشؤون الثقافية في اتحاد أدباء كربلاء الناقد عمار الياسري تحدث لـ "الصباح" عن الأمسية قائلاً: كان الاحتفاء بتجربة القاص والروائي أحمد الجنديل واحداً من أجمل الاحتفاءات، إذ تميز بطرح ثقافي ومعرفي عميق، أفصح عبره المحتفى به عن أهم المحطات الثقافية التي أسهمت بتشكل تجربته فضلا عن إيضاح طبيعة بعض الاشتغالات السردية التي انجزها في القصة والرواية، وقد تجسّدت هذه المحاور على شكل أسئلة أجاب عنها الجنديل بشهادات جماليّة وطروحات معرفيّة سرَّت الحاضرين، فيما جاءت الأوراق النقدية والمداخلات عن سرديات الجنديل ضمن محاور الأسئلة مما جعل الجانب العلمي والذاتي يصبان في روافد التجربة السردية للضيف.

من الجدير بالذكر أن أحمد الجنديل قاص وروائي وصحافي وناقد أدبي، أصدر ست مجموعات قصصية، وأربع روايات، ومسرحيتين.