كربلاء: صلاح حسن السيلاوي 

ألقى الشاعر عادل الصويري محاضرة عن موضوعة (أدب السيرة عبور متداخل بين الشعر والسرد) على قاعة اتحاد أدباء كربلاء وسط المدينة عبر أمسية أدارها الدكتور الناقد عمار الياسري وحضرها جمهور الأدب والثقافة.

تحدث الياسري في بداية الأمسية عن أهمية بحث الصويري وعن المستوى الكبير والمهم لتداخل السيرة في الشعر والسرد، مشيراً إلى تغلغل الموضوع في الحياة الأدبية العراقية، لافتا إلى المحاور التي سيطرحها الصويري في بحثه.

ثم ابتدأ المحاضر قائلاً: كتابة السيرة الذاتية تعتمد على النقل الأمين لحقيقة المبدع الذي يريد أن يكتب سيرته بشكل حقيقي وموضوعي بحيث يشعر القارئ حين يقرأ أنه يصعد سلالمَ زمنيةً متدرجةً هي التي صعدها صاحبُ السيرةِ

 نفسُه.

 صاحبُ السيرةِ يركز في كتابة سيرته على الحقيقة من دون أي تكلف يخلُّ بمصداقيته مع نفسِهِ أولاً ومع قارئه ثانياً. ولا بأس بحضور الخيال؛ لتحقيق الترابط والوحدة الموضوعية في عمله الأدبي.

وقال الصويري موضحاً: كتابة السيرة الذاتية بشكلها الحديث لا تعني استحضار ماضي المبدع وحياته، وسردها على نحو متسلسلٍ ومباشر عبر استدعاءات شريط الذاكرة. هناك روح جديدة، أو ماء جديد في كتابة السيرة بشكلها الحديث.

في السيرة الذاتية ثمة أسرار واشتباكات ليس للنص لوحده - كنص- الإحاطة بها مهما ادَّعى الذاتية، تتعلق ببعض المواقف والمشاهد التي تفرض الهدوء مرة، والتوتر مرة أخرى. 

فالسيرةُ الذاتيةُ ليست مجردَ اعترافاتٍ، أو تدوينٍ ليوميات، وإلا لصارت الصورُ التي تُنشر على مواقع التواصل مُرفقةً ببعض التعليقات نوعاً من أدب السيرة الذاتية، ومع ذلك قد نجد في بعض النصوص ملامح سيرة تتسرّب ذات كاتبها مع سيرة المكان أو الشخوص أو الأحداث التي تنتج تحولات اجتماعية كما في نص (عن أيام التماثيل) لصلاح السيلاوي و (نزف كربلائي منفرد) لعلاوي كاظم كشيش.

كتاب (حفريات في اللاوعي المهمل) لكاتبه الدكتور مالك المطلبي أنموذج صريح لأدب السيرة الذاتية الذي يتداخل فيه الشعر بالسرد.

وكان للمداخلات دور متميز بإثارة العديد من الأسئلة المتعلقة بمواضيع كثيرة، تتداخل بين مناطق فكرية وشعرية وسردية وفلسفية، إذ تطرق بعض المداخلين إلى اشتغالات كثيرة استندت على سير مدينة مثل بعض شعراء وقصاصي البصرة، وكربلاء، وبغداد، والسماوة، ومنهم محمد خضير، وحامد فاضل، وكاظم الحجاج، وعلاوي كاظم كشيش، وطالب عبد العزيز، وغيرهم. كما أثيرت قضايا مهمة كأهمية الأدب الذي يوثق سير المدن والمجتمعات والحيوات الفردية الخاصة التي تمثل أنموذجا اجتماعيا

معينا.

المداخلات قدمها كل من: الروائي إبراهيم سبتي، والشعراء صلاح السيلاوي، وحاتم عباس بصيلة، وفاضل عزيز فرمان، والقاص حمودي الكناني، والناقد حيدر العابدي، والكاتب

عبد الهادي البابي.