الاستيراد العشوائي للمركبات فاق استيعاب الشوارع

الثانية والثالثة 2019/04/10
...

بغداد/ هدى العزاوي / طه حسين 
 
 
على الرغم من الاجراءات التي اتخذتها مديرية المرور العامة والدوائر ذات العلاقة من فتح الشوارع المغلقة وتقديم وتأخير ساعات العمل في بعض الدوائر والجامعات والكليات، الا انها لم تستطع التقليل من حدة الازدحامات بسبب الاستيراد العشوائي للمركبات من الدول المجاورة التي اتخذت من العراق ساحة للسيارات المنتهية الصلاحية، وبحسب تصريح مدير العلاقات والإعلام في مديرية المرور العامة العميد مؤيد خليل سلمان لـ»الصباح»، فان مديرية المرور العامة سجلت في بغداد فقط مليونا وثمانمئة الف مركبة تم استيرادها، فضلا عن المركبات التي تدخل الى العاصمة من باقي المحافظات، مؤكدا أن رفع «الصبات» الكونكريتية وفتح الطرق المغلقة قللا من الزخم المروري بنسبة (50)
بالمئة.
ومن جانبه اشار معاون مدير عام مديرية المرور العامة للشؤون الفنية اللواء ستار مالح في تصريح لـ»الصباح»، الى ان الطاقة الاستيعابية لشوارع العاصمة بغداد في تصميمها الاساسي لعام 1960 كانت تستوعب نحو مئتي الف مركبة.
وبين مالح ان الاستيراد الحاصل للمركبات منذ العام 2003 الى الان أسهم في انتشارعدد ليس بالقليل من المركبات في بغداد لتصل الى أكثر من مليون وثمانمئة الف مركبة مسجلة في دوائر ومواقع المرور في بغداد، علاوة على المركبات التابعة لجميع دوائر الدولة والمركبات التي تحمل لوحات تسجيل دوائر مرور المحافظات الاخرى والموجودة في شوارع العاصمة مما يؤكد وجود ما يقارب ثلاثة ملايين مركبة، مايشكل ضغطا كبيرا ومشكلة يصعب حلها لان عدد المركبات يفوق الطاقة الاستيعابية لتلك الشوارع بعدة مرات، لافتا الى اننا بحاجة الى اجراءات جديدة منها انشاء شبكة طرق جديدة في بغداد ووضع اليات عمل تحدد عمليات استيراد المركبات وطرق تسجيلها في دوائر المديرية بالشكل الذي لا يسهم في زيادة اعداد المركبات. 
 
الاستيراد العشوائي  
ويرى احد رجال المرور «رافضا الاشارة الى اسمه» خوفا من المساءلة القانونية، أن فتح الطرق ورفع «الصبات» الكونكريتية من شوارع بغداد لم يخففا الزحام بشكل كبير بسبب الاستيراد العشوائي للمركبات التي تفتقد للمتانة الصناعية، منوها بأن ضيق شوارع العاصمة وقلة المجسرات ودخول السيارات بطرق مختلفة ادت بشكل كبير الى الاختناق المروري مؤثرا في حركة سير المركبات في بغداد، مسلطا الضوء على «الستوتات» التي بدأت تأخذ حيزا من الشوارع وتسبب عرقلة في حركة سير المركبات، موضحا ان كثرة الحوادث المرورية لا يقل اثرها عن كثرة استيراد السيارات إذ تسبب بشكل يومي زخما في المنطقة التي يقع فيها الحادث، مطالبا الجهات المعنية باتخاذ الحيطة والحذر من الاستيراد العشوائي الذي لم تعد شوارع بغداد تستوعبه والتاكيد على اجازة السوق وان يخضع السائقون قبل البدء بقيادة المركبة الى التدريب بمعاهد تدريب قيادة السيارات.
فيما يستذكر الحاج عبد اللطيف النائب، مطلع ستينيات القرن الماضي قائلا لـ»الصباح»: ان أكثر وسائط النقل انتشارا في ذلك الوقت هي باصات مصلحة نقل الركاب وبعض الباصات الخشبية، وكانت هذه هي الوسيلة الاساسية لتنقل الموظفين والطلاب وكل الكادحين والعاملين والكسبة، اذ كان العمل يبدأ عند الساعة الخامسة صباحا ويتحرك آخر باص من مواقعه الرئيسة منطلقا الى كل مناطق بغداد الساعة الثانية عشرة ليلا وهو آخر باص ينطلق من هذه الاماكن بدءا من منطقة باب المعظم وساحة الميدان والباب الشرقي في جانب الرصافة ومنطقة العلاوي قرب المحطة العالمية للقطار حاليا في جانب الكرخ وبنفس الاجور من دون اي زيادة وبمواعيد منتظمة وكانت المقاعد تمتلئ بالطابقين فيما يكون باقي الركاب وقوفا من اجل الوصول الى اماكن عملهم وكانت المواعيد منضبطة بسبب الشوارع التي لا زحام فيها على الاطلاق في جميع ارجاء 
العاصمة.
 
انواع السيارات
ويكمل الحاج عبد اللطيف او أبو اصيل كما يكنى في منطقة سكناه الشعبية، ان انواع السيارات كانت محدودة سابقا مثل « سكودا،  فولكس، واغن، موسكوفيج، الاوبل، المارسيدس»  وهي افضل واكثر السيارات وجودا في بغداد، منوها بان الاستيراد كان حصريا للحكومة عن طريق الشركة العامة للسيارات التابعة لوزارة التجارة ومع توسع مدينة بغداد وبعض الشوارع الرئيسة فيها بدأت الدولة بزيادة حجم استيراد السيارات وفق ضوابط لا تؤدي الى اي زحام في شوارع بغداد، وخاصة المناطق الرئيسة منها حتى دخلت السيارات اليابانية والمصرية والالمانية والاميركية والروسية الى البلد عن طريق وزارة التجارة وكان الاستيراد يتناسب مع استيعاب الشوارع لتلك
 السيارات.
ويعلل ابو اصيل بأن كثرة الحوادث داخل المدن وعلى الطرق الخارجية والسيطرات العسكرية زادت من حدة الاختناقات المرورية، فضلا عن قطع الطرق بين فترة واخرى لاسباب مختلفة، علاوة على أن كل عائلة كانت تملك سيارة والان اصبح لديها في الاقل سيارتان هذا ان لم تكن ثلاث سيارات أو اكثر، ولك ان تتخيل حجم المعاناة واصبحت السيارات يتم ركنها طوال الليل في الشوارع وساحات وقوف السيارات التي لم تعد هي الاخرى تستوعب هذه الكارثة المليونية من 
السيارات.