وإن طال الزمن

الرياضة 2023/02/28
...

خالد جاسم

رغم تخلف منظومتنا الرياضيَّة وتعطل معظم مفاصلها الحيويَّة وبالتحديد ما يتعلق بالبنى التحتية وانعدام التخطيط المرحلي ولا أقول السنوي أو الخمسي.. وافتقاد رياضتنا إلى الأوعية النظامية ذات الدورة القانونية أو التشريعية الدائمية التي تنظم مفاصل حركة الرياضة وتضع خطواتها في السياق الصحيح, وفي ظل الافتقاد إلى الطرق والأساليب الحديثة في تنظيم رياضات الانجاز العالي نتيجة تخلف وسائل العمل من تدريب واداء وعدم مواكبتها لكل ماهو جديد ومتطور ومنسجم مع الثورة التقنية التي شهدتها الرياضة منذ سنوات في كل انحاء العالم وأحدثت تطورات بل وانتقالات مذهلة في اختصار دروب الإنجاز الرياضي في شتى ضروب او انواع الرياضات الجماعية منها أو الفردية..

وفي الوقت الذي يستمر فيه تخلفنا وتراجعنا حتى عن مواكبة حركة التطور الرياضي في دول الجوار التي تتفوق علينا في كل شيء تقريبا بما في ذلك البنى التحتية والقاعدة الصحيحة المنظمة والتخطيط المدروس برغم تفوقنا عليها في معظم الفعاليات من حيث حضور القدرات الذهنية والتفوق الفني في العديد من الرياضات وهو الأمر الذي يستدعي منا أولا تجاوز عتبة التخلف عن هذه الدول إلا أنَّ هذا التخلف يجب ألا يدفعنا إلى اليأس أو القنوط بانتظار المعجزات- وزمن المعجزات قد ولى أساسا- بل الامر يتطلب اختصار الزمن وحرق مراحله باتجاه تركيز الجهود نحو تنظيم عملية التطوير في القدرات الفنية والذهنية على مستويات أو أصعدة اللعب والتدريب والادارة وهو أمر بالامكان تحقيقه عبر استثمار العلاقات الطيبة مع دول العالم المتقدم ومطلوب من مؤسساتنا الرياضية العليا استثمارها في الحدود القصوى عبر عقد بروتوكولات واتفاقيات التعاون الثنائي في مختلف الميادين الرياضية والشبابية وتحديدا في الأمور المتعلقة بتدريب وتأهيل الكفاءات العراقية في الجانبين الفني والإداري واستثمار ما يتوفر لدى تلك الدول من مراكز تدريب ومدارس متقدمة في رياضات الإنجاز العالي لاجل زج رياضيينا واكتسابهم كل ماهو مفيد ومتطور ويسهم في رفع مستويات ادائهم كما بالإمكان استثمار التقدم الرياضي المذهل في هذه الدول في اقامة اللقاءات المشتركة والمعسكرات التدريبية وإمكانية الاستعانة بالمدربين والخبراء في شتى الرياضات وإمكانية التعاقد معهم في تدريب المنتخبات الوطنية كما يجب عدم إغفال جانب البنى التحتية عبر استثمار العقود التي تبرم مع شركات تلك الدول وتضمينها المساهمة في تشييد المرافق والمنشآت الرياضية في العراق بالاضافة إلى إمكانية الاستعانة المباشرة بالقدرات التقنية المتوفرة في تلك الدول لأجل بناء ما تحتاجه الرياضة العراقية من ملاعب وقاعات ومنشآت رياضية متعددة الأغراض والفوائد.

ومن هنا ورغم الكم الكبير من البروتوكولات واتفاقيات التعاون الرياضي المعقودة مع الكثير من الدول الشقيقة والصديقة إلا أنها لا تزال غائبة عن منطق التفعيل والتطبيق الواقعي الذي يصب في الاتجاه المنطقي والمعقول الذي نتحدث عنه اليوم بعد أن تلمسنا جميعا أنَّ قادة ومسؤولي الرياضة في معظم بلاد الله وخاصة التي تربطنا ببلدانهم علاقات طيبة يتطلعون إلى التحرك الفعلي من قبلنا في فضاءات جديدة نحو تفعيل البروتوكولات والاتفاقيات معهم وهي مثمرة وعميقة وذات طابع زمني طويل لاسيما مع دول المنظومة الأكثر تطورا في الرياضة العالمية.