«الكشافة» ملعب الأبطال يئنّ تحت وطأة الإهمال

الرياضة 2023/02/28
...

 نور السماء التميمي 


من صرح رياضي عامر بالبطولات والأحداث وملعب تغنى به التاريخ بعد أن كان (مرفقاً ملكياً) مزداناً بشخصياته وزواره، بقدرة فاعل تحوَّل إلى هيكل خرب ومدرجات متهالكة محاطة بالأغبرة ومضمار حفرته سنوات الإهمال


فضلاً عن أرضية بائسة غير مشذبة لا تصلح حتى للمشي قبل التدريب، تركته وزارة التربية خلف ظهرها مهملاً يستجدي عطف المسؤولين ويرثيه نجومه الرياضيون من مختلف الفعاليات والألعاب، علماً أنَّ لعنة التقصير طالت الكشافة الكائن في منطقة الكسرة (شمالي بغداد) منذ عقود عندما هدم جزء كبير من مدرجاته المقابلة للمقصورة الرئيسة بسبب الحروب ويومها لم تتمّ إعادة ترميمه، بل ألغيت المدرجات وتمّ تعويضها ببناء سياج شوّه جمالية الملعب الذي ينتصب مدخله تمثال لكابتن المنتخب العراقي جميل عباس (1927 – 2004) المعروف بـ(جمولي) أحد أشهر لاعبي الكرة العراقية السابقين، "الصباح الرياضي" أعدت هذا التحقيق للوقوف على واقع هذا الملعب الذي شيّد في العام 1938، وأصبح اليوم بنظر الجميع ذاكرة تعوم في بحيرة التغافل والتهاون.


75 مليار دينار 

أول المتحدثين إلى "الصباح الرياضي" كان علي فاضل المعموري مسؤول شعبة الرياضة المدرسية في وزارة التربية الذي أكد أنَّ "وزير التربية قدم صيغة مقترح إلى رئاسة الوزراء لتخصيص مبلغ 75 مليار دينار تدخل ضمن فقرات الموازنة الاتحادية لهدم وبناء مدينة رياضية"، رامياً باللائمة على "هيئة الاستثمار التي لم تحرك ساكناً لتطويره وأنَّ هناك عدة شركات قدّمت عروضها لتأهيله لكنها جوبهت بالرفض!!"، وأقر الموظف المسؤول بأنَّ "طلبات إعادة تأهيل مضمار الملعب بمادة التارتان تم رفضها أيضاً بغية تجهيزه لإقامة الأنشطة الموسمية الخاصة بالطلبة الرياضيين في مديريات التربية في بغداد بصفته مركزاً تدريبياً للمنتخبات المدرسية بألعاب القوى وكرة القدم لمديريات تربية بغداد في جانب الرصافة". 


ملعب البطولات

إلى ذلك، أبدى المدرب محمد جاسم حزنه للإهمال الواضح في جميع مرافقه الرياضية مطالباً "الجميع بتحسين مرافقه سواء كانت وزارة الشباب أو التربية كي يكون لائقاً بعيداً عن فكرة الهدم"، موضحاً أنَّ "له ذكريات جميلة في ملعب الكشافة بدءا من مرحلة الطفولة مرورا بالشباب لأنه يقع في وسط منطقة شعبية"، بدوره، استذكر المدرب واللاعب السابق عبد الزهرة ربيط خلف جانبا من ذكرياته مع هذا الصرح بقوله: "كنت أتابع بطولات الجيش العراقي قبل دخولي إلى المدرسة ويومها كان ملعب الكشافة يحتوي على ثلاثة ملاعب فقط، الأول من مدرجين بجانب مقصورة السيدات التي كانت الملكية عالية تحرص على متابعة فعاليات الساحة والميدان"، مضيفاً أنَّ "أول مرة وطأت قدماه أرضية الكشافة كان في المرحلة الابتدائية عندما احتضن بطولات المدارس والمهرجانات الرياضية".


تحويل ملكيته إلى الشباب

تندر المواطن أحمد الشمري على المجد المهيب لهذا الملعب وما شهده من بطولات عربية ومحلية واسهاماته الواضحة في تخريج عمالقة الكرة العراقية"، مقترحا بأن "تسارع وزارة التربية بتسلميه إلى وزارة الشباب والرياضة كي يتم تشييده برؤية حديثة اسوة بالملاعب الحديثة التي بنيت في العراق خلال الفترة الاخيرة بدلا من طرحه للاستثمار"، وعضّد المواطن ايمن هاشم رأي الشمري بقوله: "من المفترض أن يتم هدم الكشافة وبناء صرح عملاق آخر عوضا عنه يحمل نفس الاسم تكريما لهذا المكان الخالد في نفوس الرياضيين"، أما المواطن عبدالله الجبوري فقد أيقن بأنه "لا توجد نية لهدمه او إعمار الملعب ما دام مملوكاً لوزارة التربية وأن الحل الأفضل هو تحويل ملكيته لوزارة الشباب والرياضة". 


نرجو الإجابة

ختاما نقول من خلال تواجدنا في موقع الحدث علمنا بأنه توجد مديرية كاملة في وزارة التربية معنية بمعلب الكشافة ضمن شعبة الرياضة المدرسية ولها ميزانية خاصة لتغطية نفقات وادامة الملعب والنشاطات الرياضية، ولكننا لم نر أي اهتمام في الملعب، متمنين على تلك المديرية أن توضح لنا سر التقصير إنَّ وقعت عينها على هذا التحقيق الميداني مع المحبة.