مختصّون يحذّرون من التسرّع باطلاق دوري المحترفين

الرياضة 2023/03/19
...

 بغداد: انتصار السراج 

منذ أكثر من موسم، سعى الاتحاد المركزي لكرة القدم لإقامة دوري المحترفين واعتماده في العراق، لكن النيات ليست كافية على أي حال من الأحوال، فاصطدم المشروع بعديد المعوقات قد يكون بعضها مادياً، والبعض الآخر معنوياً بسبب البنى التحتية وشركات الرعاية وعدم تشكيل فرق للفئات العمرية وللنسوية وغيرها الكثير من الشروط الواجب توفرها في كل نادٍ. ولهذا كان لابد من الوقوف عند أصحاب الاختصاص لبيان رأيهم بشأن هذا الموضوع.


غياب الفكر الاحترافي  

يقول الكابتن جمال علي: " إن الاتجاه لإقامة دوري المحترفين هو مطلب الجميع، للارتقاء بكرة القدم العراقية، وتقليل حالات الفساد التي عصفت بها في الفترة الأخيرة، لكن هذه المطالب لا يمكن إقامتها بالنيات والتمنّي فقط في ظل غياب تام للفكر الاحترافي والذي يكاد يكون معدوماً." 

وأضاف: من أبرز المعوّقات التي من الممكن أن تُسهم بصعوبة إقامة دوري المحترفين هي ضعف البنية التحتية لمختلف الأندية، واعتماد إدارات الأندية وبشكل كبير جداً على المال العالم، وما يمثله من عقبة كبيرة وصعوبة حقيقية لإقامة هكذا خطوة.

وذكر: " كان بالإمكان تحقيق مثل هكذا خطوة في ظل استغلال ضوابط الرخصة الآسيوية التي كانت ستمثل البوابة الحقيقية للدخول للاحتراف الحقيقي، وهنا لابد لنا أن نشدد على ضرورة وأهمية توفّر أرضية الملاعب والتي قد تكون بمفردها غير كافية للتفاؤل بإقامة الدوري الاحترافي، فالملعب لابد أن يكون متكاملاً من جميع النواحي من حيث النظافة وجميع مستلزمات الراحة، وأقصد بها راحة اللاعب والإداري والحكم وحتى المتفرج."

واختتم جمال حديثه: أنا متفائل بإقامة دوري محترفين، لكني اعتقد أن هذا المشروع سيكون على مراحل وسنوات ونحاول قدر الإمكان التخلّص من الاعتماد على ميزانيّة الدولة، واستغلال موارد أخرى، وتنمية تلك الموارد ولو بخطّة مشتركة مع الدولة، وهذا أسلم الحلول.


تدخل الحكومة 

أما اللاعب الدولي السابق سمير كاظم، فيقول :" إن انطلاق دوري المحترفين ضرورة لابدّ منها، وإقامته يجب أن تكون بشروط وقوانين، ومن أهمّها هو التدخّل المباشر من قبل الحكومة العراقية ممثّلة بشخص رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وذلك بقيامه بالضغط على وزرائه وتوجيههم بإعطاء الأوامر لرؤساء الهيئات الإدارية للأندية الرياضية، والقيام بالاستثمارات الخاصة بالأراضي التابعة للأندية" .

وذكر " على سبيل المثال، الاتفاق على بناء ملعب كامل للنادي الفلاني، ويجب أن يكون هذا البناء كاملاً من ناحية بناء المرافق الأخرى كملاعب التمارين والقاعات الرياضية المختلفة وأقسام فندقية وغيرها، وإذا ما تعذر عليهم القيام بتلك الواجبات فهنا لابد من الإيعاز للهيئات الإدارية لتلك الأندية وبطلب من الوزير المسؤول عنها بالتعاقد مع شركات عالمية خاصة لتنفيذ مشروع دوري 

المحترفين" .

ويوضح كاظم : من النقاط الجوهرية لإقامة دوري المحترفين هو الضغط على الهيئات الإدارية بتصفية جميع الديون المتراكمة جراء التخطيط الخاطئ لهذه العملية، بعدما يقوم اتحاد كرة القدم بإصدار أوامره للهيئات الإدارية بتزويده بجميع الديون المترتبة عليها، وبخلاف ذلك الإجراء يمنع أي ناد من المشاركة في المسابقة للموسم الذي يطبق به هذا الإجراء"  .

ويضيف: من الخطوات التي يجب أن تقام بأقرب وقت هو قيام الاتحاد بدخول جميع المدربين العاملين في الدوري في الدورات التدريبية من أجل الحصول على الشهادات التدريبية المتعمدة والمطلوبة من الفيفا والتي تسمح لهم بالعمل تحت مظلة القانون" .


شروط الدوري الجديد 

ويرى د.كاظم العبادي الباحث العلمي في شؤون كرة القدم " لا يختلف اثنان في العراق على أهمية التحول لإقامة بطولة الدوري العراقي للمحترفين بدلاً من دوري أندية الدرجة الممتازة لكن الاختلاف على التنظيم وتلبية الشروط المطلوبة أولاً قبل الشروع بإقامة مثل هذه البطولة يحتاج إلى مكملات أربعة قبل الشروع بإطلاق دوري المحترفين وهي قانون الأندية وتلبية 38 شرطاً أساسياً من نظام رخصة الأندية الآسيوية وتأسيس رابطة أندية كرة القدم والتي ستتولى مسؤولية إقامة الدوري ووضع النظام الأساسي لدوري المحترفين وتنظيم الحوافز وتحديد الفرق ولا أعرف لماذا تغاضى اتحاد كرة القدم عن هذه العقبات الكثيرة، ولا أعرف على ماذا يستند في إطلاق دوري المحترفين فهو لم يعرّف الدوري ولم يعرّف الاحتراف الذي سيرتبط بالمسابقة"!

وأضاف " قانون الأندية الحالية لا يساعد على إطلاق الدوري، لأن الأندية الحالية تعتمد على المال العام كلياً وهيكليتها لا تلبي الاحترافية المطلوبة للمسابقة، لذلك نحتاج إلى قانون أندية جديد يشترط فيه أن يلبي نظام الرخص الآسيوية، وأحد شروطها تحويل الأندية للقطاع الخاص، والعمل بنظام الأسهم والشركات، وأن تتخلى الإدارات العسكرية والمؤسسات عن ارتباطها بفرق كرة القدم، وهذا شرط أساسي عجز العراق عن تحقيقه منذ تأسيس أندية كرة القدم ومنذ إعلان الاتحاد الآسيوي قبل 10 أعوام عن هذا الشرط"!!

واستطرد العبادي :استغرب كثيراً توجه الاتحاد العراقي إلى لاليغا لتنظم دوري المحترفين، لأن لاليغا مؤسسة منفصلة عن اتحاد كرة القدم الإسباني وتعمل بشكل مستقل وهي تمثل رابطة أندية الدرجة الممتازة في إسبانيا، لاسيما أننا لغاية الآن لا نعرف من هي الأندية المحلية التي ستلعب في المسابقة وكيف ستعرف أنها فرق محترفة، ويفترض أن تشكل هذه الفرق رابطة كرة القدم لتنظم مسابقة دوري المحترفين وتوقع عقد الشراكة لاليغا بدلاً من اتحاد الكرة العراقي"!!

وخلص إلى أن توقيع اتحاد كرة القدم العراقي مع لاليغا عقد تنظيم دوري المحترفين سيكون قنبلة موقوتة ممكن انفجارها في أي وقت، فاتحاد كرة القدم وهو منظمة مجتمع مدني لا تخضع للبلد وتخضع للفيفا وليس من مسؤوليتها تنظيم دوري بهذا المستوى، وأنها إن وقعت العقد مع لاليغا فإنها بذلك تريد أن تجبر على أن يكون دوري المحترفين تحت إدارتها - وهذا الأمر قد يجعل الأندية تخرج عنها وتشكل الرابطة بنفسها وتترك الاتحاد وتشل عمل اتفاق اتحاد كرة القدم مع لاليغا.