شكرا شباب

الرياضة 2023/03/22
...

خالد جاسم


مؤكد أن فوز منتخبنا الشبابي بفضية نهائي كأس آسيا الكروية وأحرازه مرتبة الوصيف بعد الخسارة مع منتخب الدولة المضيفة أوزبكستان، وقبل ذلك حجزه بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم للشباب، هو نجاح استثنائي ومنجز مبهر اشتقنا إليه ونحن بحاجة ماسة له على صعيد ترتيبنا القاري والعالمي في ميدان الفئات العمرية بعد مخاضات صعبة ومريرة ومعظمها كانت مخيبة للآمال..

وعندما أشيد بالمنجز الشبابي يجب القول إن ما تحقق لم يأت من فراغ..اتحاد الكرة وفي سابقة ربما لم تحدث سابقا قد وفر من المعسكرات التدريبية والمباريات التحضيرية لهذا المنتخب ما لم توفره أية هيئة إدارية سابقة لاتحاد اللعبة..

والأمر اللافت الآخر أن الاتحاد لم يلتفت ولم ينصع للنداءات من هنا وهناك وانصب معظمها على مدرب المنتخب عماد محمد وكتيبة لاعبيه بل ضاعف الاتحاد جرعات الثقة للمدرب ولاعبيه وأعطى الأذن الطرشاء للقذائف والهاونات الإعلامية من منصات الفوضى الإلكترونية وهي حسنة بل خطوة مهمة تحسب للاتحاد على طريق تثبيت الثقة باختياراته وعدم الانصياع لرغبات وتمنيات معظمها ليست بريئة بل تحمل أجندات منفعية ورؤى تسقيطية لا علاقة لها بحب الوطن والحرص على سمعة الكرة العراقية.

في المعترك الآسيوي وفي كل مواجهة لشبابنا كان كل شيء متوقفا على عطاء لاعبينا وتدبيرات ملاكهم التدريبي مع أن وجهة نظري الشخصية كانت لا تتفق مع واقع الحال بعد أن وضعنا المنتخب الشبابي في فوهة التحدي .. تحدي الذات والآخرين في البطولة الآسيوية وكذلك تغليب منطق التصحيح والإصلاح والصلاح في بناء منتخباتنا الوطنية ..

نعم، الإخفاق والفشل كانا حاضرين ومتوقعين بعد مواجهتي الدور التمهيدي، لكن ومضة الأمل كانت حاضرة هي الأخرى كما زادت مساحة التفاؤل نتيجة التصاعد المضطرد في الأداء وتجلى ذلك في مواجهة إيران التي أخرجناها من البطولة بفوز لامع في ربع النهائي قبل أن تتجسد صورة الأداء الراقي والنتيجة المبهرة في مواجهة نصف النهائي مع اليابان التي قهرها شبابنا في مواجهة ماراثونية انتهت بتفوق عراقي صريح في ضربات الجزاء وخطف تذكرة اللعب أمام منتخب الدولة المضيفة في نهائي البطولة القارية . 

وهذا التفوق العراقي الصريح الذي توج بوصافة بطل آسيا يمكن اعتباره نقطة مضيئة في تاريخ الكرة العراقية بعد أن خرجت أفضل دول القارة كاليابان واستراليا وإيران والسعودية وقطر وكوريا الجنوبية من المولد الشبابي الآسيوي خالية الوفاض كما أن إصرار الكابتن عماد محمد على التمسك بالأعمار الحقيقية للاعبيه هو خطوة مهمة تحسب له ولاتحاد الكرة على صعيد التقيد بالأعمار ومغادرة خانة التزييف والتزوير التي أكلت من جرف منتخباتنا الكثير على مدى العقود الماضية , آملين أن يتجدد دعم اتحاد الكرة لهذا المنتخب ووضع ستراتيجية تحضير متكاملة له لأجل عيون المونديال القادم .