بغداد: سرور العلي
غيَّب الموت الأسبوع الماضي المبرمج العراقي المأمون رسول عن عمر يناهز 37 عاماً، نتيجة خطأ في التشخيص الطبي بعد أصابته بفيروس كورونا، إذ أكد شقيقه د. منتظر رسول أن "المأمون تدهور وضعه الصحي، وبعد مراجعته لأكثر من أربعة أطباء، توفيَّ في المستشفى نتيجة التأخر في التشخيص الصحيح لحالته الصحية وتفاقمها، الأمر الذي أدى إلى تلف الرئتين".
والمأمون هو طاقة كبيرة في مجال البرمجيات والتطوير الرقمي، ولديه خبرة لا تقل عن خمسة عشر عاماً، انتقل إلى مجال الذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي عام 2014، وكان بدافع الفضول وأثناء توتر الأوضاع الأمنية في العراق، لا سيما بعد حوادث تفجيرات الكرادة، وبعد أن عرضت شركة أمنية نظام safe city عن طريق كاميرات المراقبة مرتبطة بنظام الذكاء الاصطناعي، للتعرف على الوجوه ومراقبة الأحداث، قرر المأمون أن يتخصص بهذا المجال، وكان بحث رسالته للماجستير هو safe city وتم الانتهاء منها عام 2019.
وحصل المأمون على بكلوريوس علوم كيمياء جامعة بغداد، وبكالوريوس علوم حاسبات كلية الرافدين الجامعة، وكان الأول على دفعته بتقدير امتياز، وحاصل على شهادة الماجستير من الجامعة التكنولوجية ببغداد عام 2019، عن رسالته الموسومة، "نظام مراقبة ذكي مقترح للمدن الذكية باستخدام معمارية المايكروسيرفز"، وهو كذلك موظف في مديرية تربية الرصافة الثالثة، ويعد من بين عدد محدود جداً من الشباب الذين برعوا في مجالهم، إذ ساهم في إنشاء مواقع لمؤسسات إعلامية وصحافية عدة في البلاد.
وفاز المأمون مرتين بالمرتبة الأولى بجائزة "فيسبوك" في الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مسابقة برمجية نظمتها الشركة، ووفقا لنتائج مسابقة العام 2020، فإن المشروع الذي تقدم به المأمون،
وحمل اسم (violence Detection in videos using CNN + LSTM) حصل على المرتبة الأولى بكشف حالات العنف بالفيديو عالي الدقة والسرعة، وتمكن من تطوير نظام متقدم بالذكاء الاصطناعي، لكشف حالات العنف في الفيديوهات، كما فاز بتحدي أسياد العالم من ضمن 600 متخصص في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أقيم في الإمارات، كما ومثل اسم العراق بمؤسستين الأولى "كاغل ديز"، وهي منظمة تعطي أنشطة وورش عمل في علم البيانات، وجميعها مجانية
للعراقيين المهتمين في علم البيانات، وكان المأمون ينظمها عن طريق التنظيم مع الجامعات للطلبة، والمؤسسة الثانية هي "الديب ليرننك" والتي تهدف إلى إنشاء نماذج للتعلم العميق المستخدم في الذكاء الاصطناعي، وسجل العراق فيها
رسمياً.
وكان المأمون يطمح لرفع اسم العراق في المحافل الدولية، والعمل على برامج تسهم بنهضة البلاد وأعمارها، كما كان يسعى لإكمال دراسة الدكتوراه.