اختبار روسي

الرياضة 2023/03/26
...

كاظم الطائي 

الكرة الروسيَّة التي أطلقت العنان لبدايتها في العام 1912 وحققت أفضل إنجازاتها الدولية تحت علم الاتحاد السوفيتي السابق في العام 1966 بنيلها المركز الرابع خلف منتخبات الإنكليز بطل كأس العالم في نسخة لندن وألمانيا الوصيف والبرتغال الثالث ستكون اليوم أمام تجربة آسيوية بمواجهة منتخبنا الوطني في لقاء ودي تاريخي. 

العام المنصرم تعرضت الرياضة الروسية إلى عقوبات دولية جراء حربها مع أوكرانيا التي كانت يوماً ما واحدة من جمهورياتها ومنعت الفرق الروسية من المشاركة في المنافسات الأوروبية وهذه الأجواء أعادت للذاكرة مقاطعة أميركا وحلفها لأولمبياد موسكو في العام 1980 وكيف وجد منتخبنا الفرصة سانحة للمشاركة في مسابقة كرة القدم بعد انسحاب العديد من البلدان. 

المنتخب الروسي أجرى العديد من المباريات الودية مع منتخبات آسيوية كان آخرها الخميس الماضي مع نظيره الإيراني وانتهت بالتعادل الإيجابي وسبق أن فاز على قيرغستان وتعادل مع أوزبكستان قبل أشهر ساعياً لكسر العزلة الدولية وبث روح الحياة للعبة الشعبية الأولى في العالم. 

اتحاد الكرة العراقي استمد شرعية اللقاء الودي مع الروس في مدينة سانت بطرسبرغ عبر موافقة الفيفا وكانت النية بإقامة معسكر خارجي في الملاعب الروسية لكن تم تغيير موعد المغادرة واختزال أيام التواجد هناك بقرار من الملاك الفني بقيادة المدرب خيسوس كاساس ومع تعدد روايات إلغاء المعسكر والاكتفاء بمباراة اليوم من كلفة عالية لرحلة الخطوط الجوية من بغداد إلى موسكو وبالعكس حيث أعلن عن مبلغ كبير مقداره 68 ألف دولار ذهاباً و150 ألف دولار إياباً إلى تعذر التحاق عدد من المحترفين مع منتخبنا بقرارات من أنديتهم أو الدول المعنية مثل الاي فاضل من نادي غوتبورغ السويدي وأمير العماري من نادي هالمشتاد السويدي وكيفن يعقوب من ارهوس الدنماركي وغير ذلك من أسباب لتتوافق الرؤى بإجراء مباراة والتركيز على معسكر بغداد الذي ضم 24 لاعباً بتواجد المحترفين زيدان إقبال من مانشستر يونايتد وعلي عدنان من الدوري الروسي والكسندر اوراها وعلي الحمادي وحسين علي وأمجد عطوان وأسامة رشيد وأيمن حسين وعلي فائز واندريه السناطي.

البحث عن مباريات مع منتخبات قوية بات حلاً لمنهاج خضع للتشذيب والإضافة والتغيير للابتعاد عن توجهات سابقة وضعت كرتنا في دائرة ضيقة مغلقة لا تخرج عن طوق المنطقة ولم تمنحها المساحة المناسبة للتنافس الدولي.

أبناء جيلي ومن سبقنا يحتفظ بمعلومات مثيرة عن أبرز نجوم الكرة الروسية قطب رحى الاتحاد السوفيتي قبل أن يتفتت إلى دول ودويلات وفي مقدمة الأسماء التي نتداول تميزها آنذاك الحارس الشهير ليف ياشين أفضل حارس مرمى في القرن العشرين والحارس الآخر داساييف والهداف بلوخين الأوكراني فيما بعد. 

ومع أنَّ البلاد الروسية هي الأكبر في العالم من حيث المساحة إلا أنها تتخلف عن دوريات أوروبا الكروية وتقل عنها إثارة وتبقى صاحبة اليد الطولى بتأهيل الكفاءات التدريبية والأكاديمية من أنحاء الكون وبينها خبرات عراقية تفتخر بتخرجها وتلقيها العلوم والدراسات المختلفة من الروس. 

 مباراة اليوم تحمل الكثير من الذكريات لعل أبرزها زيارة نادي سيسكا السوفيتي للعراق وما تركه من انطباعات مدهشة عن حال اللعبة آنذاك وأمطر شباكنا بأكثر من نصف دزينة من الأهداف أليس كذلك؟