كلام متأخر ولكن

الرياضة 2023/03/28
...

 خالد جاسم

كثيرة هي المناسبات ذات الأبعاد الإنسانية والاجتماعية التي يحتفي بها العالم وتحظى باهتمام استثنائي في معظم دول المعمورة ، وفي يوم الثامن من آذار الحالي احتفل العالم - المتحضر - باليوم العالمي للمرأة، يوم تحتفي فيه الدول والمنظمات والمؤسسات المهتمة والمعنية بالمرأة باعتبارها نصف المجتمع بالإنجازات السياسية والاقتصادية والعلمية والرياضية والاجتماعية وغيرها التي تحققها النساء بينما تحصل النسوة في بعض دول العالم مثل روسيا وكوبا والصين على إجازة من العمل بهذا اليوم الجميل الذي تأسس عام 1945 على أثر انعقاد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي في مدينة الحب والجمال وعاصمة الأناقة باريس . 

وخلال متابعتي لبعض ماجرى من فعاليات في العالم بهذه المناسبة الكبيرة التي تهمنا جميعاً وليس النساء فقط أردت الإفصاح عن أهمية المرأة ودورها الكبير سلباً أو إيجاباً واهتمام العالم بكل ما يحدث لها في عالم اليوم وما تشكل فيه المرأة من حجم كبير وثقل أساس وهي خواص ما تزال بعيدة إن لم تكن معدومة تماماً عن واقع حال المرأة العراقية بمن في ذلك حضورها في الرياضة ، إذ أنها وبرغم التوجيهات المستمرة والتأكيدات المتلاحقة من الجهات الرياضية العليا المسؤولة عن القرار الرياضي ورسم ستراتيجية الرياضة في البلاد بضرورة الاهتمام الاستثنائي وتوفير العناية غير العادية بالرياضة النسوية ،إلا أن معظم ولا أقول جميع من تصدر إليهم التوجيهات والتأكيدات ومايكتب اليهم من مناشدات وتمنيات صادرة عن عشرات الندوات والمؤتمرات والملتقيات التي تجمع كلها على إعادة الحياة لجسد الرياضة النسوية – شبه الميتة سريرياً منذ سنوات - سواء كان المعنيون بهذه النداءات مجالس إدارة على صعيد الأندية أو هيئات إدارية للاتحادات المركزية ،ما تزال تتعامل مع رياضة النساء وفق منظور هامشي لايترجم إلا جزءاً فقيراً بل وفقير جداً ، ولا نقول معدوم تماماً من السياسة الرياضية العليا الموضوعة على الورق وبصيغة تمنيات ومطالبات خجولة ليس الا، لدعم النشاط الرياضي النسوي ،مثلما أن بعض الاتحادات وكثيراً من الأندية ما تزال ترى أن اللعبة النسوية – الفلانية – لاتشكل شيئاً في الأرصدة المنهجية على مدار الموسم الرياضي ،بل وان معظم إدارات الأندية والاتحادات وللأسف الشديد ترى في رياضة حواء عبئاً ثقيلاً عليها ، وهو أمر يعكس افتقاد هذه الادارات الى الرؤية الصحيحة والبصيرة الثاقبة لواقع الرياضة النسوية ، وماهو مرسوم لها على المدى المستقبلي المنظور والذي يرسم مؤشرات تشاؤم وصوراً سوداوية عن الرياضة النسوية ، طالما ان هذه الرياضة صارت من بين الاستثناءات الرياضية النادرة حالياً والمهددة بالاندثار ولانقول إنها مهددة بالانقراض.!