كاظم الربيعي: بطولة قطر (بروفة) الأولمبي لغرب آسيا

الرياضة 2023/03/30
...

 بغداد: انتصار السراج 

اختتمت في العاصمة القطرية الدوحة البطولة الودية للمنتخبات الاولمبية تحت 23عاماً بمشاركة منتخبات القارة الآسيوية، اذ خاض منتخبنا الاولمبي ثلاث مباريات فاز على فيتنام وخسر من كوريا الجنوبية ثم فاز على عُمان، وفي ضوء هذه النتائج نال المركز الخامس بين المنتخبات العشرة.


لا يمكن الحكم النهائي على اللاعبين من حيث المستوى والأداء كون البطولة ودية وغالبية عناصر أولمبينا تلعب معاً للمرة الأولى، مثلما يرى عديد المهتمين بالشأن الكروي أن عدم اجتماعهم معاً في مباريات تجريبية أو وحدات تدريبية سابقاً يؤثر سلباً في المنتخب، وهو ما أكد عليه المدرب القدير د.كاظم الربيعي في تصريحه لـ”الصباح الرياضي”.  

يقول الربيعي: إنَّ الفوز بالمركز الخامس هو مُحصلة جيدة حسب نظام البطولة، وكان الهدف منها إجراء 3 مباريات خلال أيام (الفيفا دي) لاتاحة الفرصة للاعبين المحترفين وخوضهم اللقاءات معاً للمرة الاولى وتفرغ بقية اللاعبين المحليين، والأهم من هذا كله هو الأداء الجيد ومعرفة مستويات اللاعبين تحت ضغط مباريات المنافسة واختبار الجميع.

ويضيف: أصبح لدى الملاك التدريبي التصور الكامل عن مستويات اللاعبين المحليين والمحترفين، ومن ثم اصلاح الأخطاء التي وقعوا بها اثناء البطولة وأجد أكثرها تكراراً هي إضاعة فرص عديدة نتيجة تسرع المهاجمين وقلة التركيز وهم بحاجة الى التدريب المستمر من أجل تحسين انهاء الهجمات. 

ويشير الربيعي إلى أنَّ المنتخب اجتاز الخطوة الأولى وهي الخيارات الصحيحة ثم متابعة اللاعبين ومحاولة الاستفادة من كل ايام الفيفا والمشاركة في بطولة غرب آسيا وإكمال المشوار والاستقرار على التشكيلة الأساسية واختيار التكتيك وأسلوب اللعب ومتابعة اللاعبين المصابين الموهوبين وكذلك اختيار اللاعبين الأفضل من منتخب الشباب بعد انتهاء بطولة كأس العالم في شهر أيار المقبل أن شاء الله. 

وبين، من الصعب جداً خوض غمار المنافسة، في ظل عدم تواجد اللاعبين في تجمع حقيقي او بطولة ودية او مباريات تجريبية لان الهدف من هكذا تجمعات هو خلق الانسجام واختيار التوليفة المناسبة للمستقبل القريب، وكان من المفترض ان يتجمع الفريق في فترة بطولة الخليج وذلك لتوقف جميع الدوريات لعمل معسكر تدريبي في وقتها ببغداد او في إحدى المحافظات الشمالية الأخرى. 

وأضاف، اعتقد أنَّ الجميع كان مشغولاً في بطولة الخليج، والتحضير لانجاحها واخراجها بالصورة الجميلة التي ظهرت بها، ولكننا في الوقت ذاته افتقدنا العمل الستراتيجي والتنظيم الجيد وعدم وجود دوري قوي للرديف من أجل مشاهدة اللاعبين (الاعمار الصغيرة) والاستفادة منهم في المنتخب الاولمبي، مما صعّب الأمور على الكابتن راضي شنيشل الذي كان في جولات مكوكية للبحث عن المواهب وأصحاب العمر الحقيقي في المحافظات ودوري الدرجة الأولى والممتازة ما ولد الإرهاق لدى الجهاز الفني لأنها مهمة ليست باليسيرة.

واستدرك: ان تأخير إعداد البرنامج الخاص للمنتخب الأولمبي لبطولة غرب آسيا المقبلة مطلع حزيران المقبل يصّعب التحضيرات لعدم تفرغ اللاعبين من انديتهم الا في فترات أيام الفيفا او عند  انتهاء دوري الدرجة الأولى، ولذلك كان على المدرب متابعة اللاعبين في العراق من أجل اختيار الافضل، وايضاً متابعة اللاعبين المغتربين. وطالب الربيعي بوجوب تفرّغ اللاعبين قبل بطولة غرب اسيا بفترة من أجل إتمام التحضيرات التكتيكية وخلق منافسة بين اللاعبين على مراكز اللعب، وعلى المدرب ان يقوم بتجميع اللاعبين والاطلاع على مستوياتهم الحقيقية واختيار الانسب والاصلح منهم، مع ضرورة تعاون الأندية مع الملاك التدريبي في المرحلة المقبلة من أجل أن يكون المنتخب على أتم الاستعداد والجاهزية لخوض غمار البطولة.

وبين سبب انحسار الاهتمام بالمنتخب الأولمبي بعد 2003 بقوله : بعد هذا العام سادت حالة من الضعف لدوري الفئات العمرية، وكذلك المنتخب الرديف، وجميع المدربين اعتمدوا على التسوّق من الدوري الممتاز والاعتماد عليهم من دون البحث الحقيقي عن المواهب الكروية.  

وتابع: هناك مشاركات قليلة للمنتخب الأولمبي، اذكر منها، مشاركة المدرب يحيى علوان في آسياد قطر، وكذلك مشاركة المنتخب بقيادة الكابتن حكيم شاكر وكذلك راضي شنيشل والمرحوم ناظم شاكر، ويمكن القول إنها أبرز المشاركات الاولمبية الأخيرة، لكن الدعم الحقيقي الأكبر كان للمنتخب الأولمبي في البرازيل بقيادة المدرب عبد الغني شهد الذي توفرت له معسكرات طويلة في اوروبا على جميع الصُعد، وقدم لاعبوه مستويات جيدة رغم خروجهم من الدور الأول. 

واختتم الربيعي بالقول: اعتقد بأن بطولة قطر الدولية كانت بمثابة (بروفة) جيدة كشفت عن مستويات اللاعبين الحقيقية، وسيتخذ القرار النهائي بابقاء او استبعاد البعض منهم بعد تقييم المشاركة كالعادة، من أجل الاستعداد لبطولة غرب اسيا المقبلة، والاحتكاك مع فرق على مستوى جيد ومتطور في الوقت ذاته، وهنا يجب أن يتحصل المنتخب على الدعم الكامل من اتحاد اللعبة لان هذا الفريق وكذلك منتخب الشباب هما النواة الحقيقية لبناء منتخب وطني قوي ومستقبلي لكرة القدم العراقية.