الاذاعي أحمد السيد: الدراما العربية ساذجة واستهلاكية

ثقافة 2023/04/12
...

حاورته: هويدا محمد مصطفى



حققت الدراما الإذاعية شعبية واسعة النطاق خلال عقود من تطورها ومازالت الأعمال الدرامية والمسلسلات الإذاعية جاذبة لشريحة كبيرة من الناس وهذا ما حدثنا عنه كاتب الدراما الفنان السوري أحمد السيد الذي وجد أن الدراما الاذاعية المنتجة في بعض الدول العربية هي دراما استهلاكية أي أنها بسيطة وقد تكون ساذجة في بعض الأحيان وهناك أعمال مهمة ترفع لها القبعة لكنها قليلة وقد كان الإنتاج الدرامي السوري طاغيا وأثبت حضورا ملفتا في نسبة المشاهدات بسبب حرفيتها ونمو فكرها والمقدرة المميزة لكادر العمل فيها من كتاب وممثلين ومخرجين وسخاء إنتاجي وهذا مادفع الكثيرمن محطات التلفزة للتعاون لأعمال مشتركة مع الإنتاج السوري بكل الأحوال العمل الجيد ينال مايستحق من المتابعة والإعجاب مهما كانت الجهة المنتجة

.* ماذا تحدثنا عن تجربة المسرح والدراما الإذاعية والفرق بينهما؟

ـ المسرح هو بوابة العبور لأي فنان إلى كل فروع الدراما وهو الذي يصقل موهبة الفنان ويجعله قادرا على المواجهة بالاحاسيس والمشاعر والموهبة وأنا مررت بهذه التجربة منذ بداياتي فكتبت للمسرح وكنت مخرجا لأعمالي وعملت فيها ممثلا لذلك اكتسبت خبرة أعتز بها..أما الدراما الإذاعية فهي عالم مختلف تماما لأنها تعتمد على إيصال الفكرة والحدث والمكان والزمان والمؤثرات من خلال الأذن والدراما الإذاعية خبرة وممارسة إن كانت كتابة أو أخراج أو تمثيل ولدي في أرشيفي الإذاعي رصيد افتخر به ونلت عدة جوائز ذهبية في مهرجانات عربية وتكرمت في بلدي أكثر من مرة ومازلت في أوج عطائي ولله الحمد ولم ولن تنضب أفكاري بإذن الله.

* إلى من تحيل مرجعياتك الأدبية والفكرية في الكتابة؟

ـ طبعا أحيل مرجعياتي وكتاباتي أولا إلى قراءتي لمعظم كتاب الدراما في المسرح والسينما والتلفزيون وإلى كتب النقد الفني وكانت عندي مكتبة فنية مهمة جدا لكنها للأسف أحرقت في الحرب أما مرجعي الأهم فهو احتكاكي بالناس ومعايشتي لهمومهم ومعاناتهم القاسية التي مررت بها في سنوات عمري فنان ابن القاع الذي يصارع الحياة كي يعيش ومن هذاالقاع تعلمت الكثير واكتسبت الخبرة الحياتية في ذاكرتي أحداثا مؤلمة ثم عالجتها بثقافتي وفكري وخبرتي وقدمتها بشكل درامي فكانت صادقة وغير مصطنعة ولامبالغ بها 

* ترتكز نصوصك بشكل رئيسي على الحوار كصائغ للأحداث وبان للطابع الدرامي؟

ـ ترتكز أعمالي الدرامية بشكل أساسي على الصدق في نقل الحدث وهذاالصدق حقيقي لأنه ينبع من مشاهداتي المباشرة لأبطال أعمالي فأنا معروف بين زملائي بأنني أنزل إلى الشارع وأزور الحدائق والسجون ودور المسنين وأبني صداقة مع أبطال عملي كي يطمئنوا لي ويتكلموا معي بحرية بدون أن أمارس عليهم دور الأستاذ أو المحقق.

* ماذا عن تجربتك في الدراما الإذاعية بالعراق؟

ـ كانت لي جولة مع اشقائي العراقيين في مسلسل إذاعي إسمه/ست الكل/ وقد نال إعجابهم وكانت هناك نية المتابعة معهم ولكن غاب الوسيط وكانت نهاية التجربة للأسف وأيضا حصلت في مهرجان الغدير على جائزتين ذهبيتين واحدة عن برنامجي الدرامي /محكمة الضمير/ وواحدة عن مسلسل إذاعي إسمه/سعدية الحكواتية/وهو من إنتاج دائرة الدراما الإذاعية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون واتطلع للمزيد من التعاون في مجال الكتابة الدرامية مع الإخوة في العراق الشقيق.

* هل هناك ندرة بالنصوص الدرامية؟

ـ نعم هناك ندرة في النصوص الدرامية الملتزمة التي تحاكي أوجاعنا وهمومنا بطريقة فنية غنية بالثقافة والخبرة والجمال.

* أعمالك في شهر رمضان المبارك؟

ـ  منذ ٢٥عاما وأنا أحجز لي مساحة مهمة في الإذاعات السورية الرسمية ففي كل رمضان لي مسلسل إضافة لبرنامجي الدرامي المستمر منذ ١٧عاما وأيضا تمثيليات إذاعية وبرامج يومية وفي هذا الشهر الكريم انتهينا من تسجيل مسلسل من تأليفي وإنتاج دائرة الدراما الإذاعية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون اسمه أيامنا وأيام زمان مع استمرار برنامج محكمة الضمير إضافة للبرنامج اليومي شوعم يصير إضافة لبعض السهرات الدرامية.

* التحول إلى توظيف التاريخ في الدراما هل هو هروب من الواقع أو تجسيد للواقع؟

ـ  التاريخ هو التاريخ لانستطيع تحريفه أو التلاعب بأحداثه والتطرق إلى الأعمال التاريخية يكون للتوثيق أو الاسقاط على الواقع المعاش دون العبث بالحدث التاريخي أوتحريفه وهذا متاح للكاتب ولكن الكاتب المثقف الذي يمتلك الرؤيا الواضحة والمقولة الصائبة والإنتاج السوري كان السباق في أرشفة وتوثيق التاريخ من خلال أعمال تاريخية تعتبر مرجعا لكل من يريد قراءة التاريخ بالصوت أو الصورة ويحق لنا أن نفتخر بهذا الإنتاج المهم 

* ماسبب نجاح النص الدرامي وعلى ماذا يعتمد؟

ـ سبب نجاح النص الدرامي هوأولا ملامسته لهموم الإنسان ومعالجته لهذه الهموم بمنطقية ورؤية خلاقة ومبدعة وثانيا أن تكون شخصياته حياتية وليست خرافية وأحداثه منطقية وليست بعيدة عن وعينا وادراكنا ومعاشنا وثالثا وهو الأهم الاستذة على المتلقي واستغبائه من خلال طرح أحداث وحلول سخيفة لامعنى لها والكاتب الدرامي إن لم يكن منغمسا في حياة الناس وهمومهم لن يكون لأي عمل يقدمه أي معنى أو قبول من الناس.

* أين النقد في مسيرة العمل الدرامي؟

ـ النقد هو اختصاص بحد ذاته والناقد المميز هو من يحمل ويتقن هذا الاختصاص خبرة وممارسة وثقافة ولكن النقد الذي يعتمد على المزاجية والانتقائية والتفرد بالراي واستبعاد الذوق العام من نقده هو مقتل للعمل الفني وهو أضعاف للحالة النقدية .

* مالذي أضفته إلى الدراما الإذاعية ؟

ـ عندما دخلت عالم الدراما الإذاعية وجدتها كماهي منذ الستينات ولم يتغير فيها شيء لامحليا ولاعربيا فكان هاجسي أن أطور في الدراما وأترك بصمتي عليها وبالفعل كنت أول من كتب المونودراما الإذاعية بعد إن كان حكرا على فن المسرح والمعروف أن المونودراما هي قصة يقوم بأدائها ممثل واحد على خشبة المسرح ولمساعدة الديكور والمنظر الداعم للحدث وأداء الممثل وهذا صعب تنفيذه على مايك الإذاعة ولكن بالتصميم والدعم من دائرة التمثيليات تمكنت من اختراق هذاالمستحيل وحققنا سبقا لم يسبقنا عليه أحد حتى على المستوى العالمي في الدراما الإذاعية وكان لي السبق في كتابة عمل درامي إذاعي من بطولة أخرس وعمل أخر من بطولة خرساء أيضا كان هذا العمل تحدي كبير ومخاطرة إلا أنها نجحت .

* هل الدراما الإذاعية مسموعة ومتابعة؟

ـ نعم وبكل تأكيد هناك من يتابعها بشغف وحب دون انقطاع مثل العامل في معمله والسائق في سيارته وسيدة البيت والفلاح وكثيرا من شرائح المجتمع مولعة بالدراما الإذاعية إلا أن إنتاجها محصور فقط في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والشكر لوزارة الإعلام لرعايتها ودعمها لهذا الفن المهم والمتأصل في ذاكرتنا.

* ماهي مشاريعك الأدبية القادمة؟.

ـ في مجال الدراما الإذاعية مازلت على رأس عطائي أما في الدراما التلفزيونية فأنا للأسف وبسبب ظروفي الحالية لاأكتب إلا بتكليف من جهة منتجة لأن العمل التلفزيوني يحتاج إلى جهد وتفرغ.