{أوبر» تشتري منافستها «كريم» لقاء 3 مليارات دولار

علوم وتكنلوجيا 2019/04/19
...

دبي/ أ ف 
أعلنت شركة «أوبر» العملاقة لخدمات سيارات الأجرة الخاصة رسميا شراء «كريم»، منافستها في الشرق الأوسط، لقاء 3,1 مليار دولار، في أكبر عملية استحواذ تكنولوجي
 في المنطقة.
 
العمل بشكل مستقل
وجاء في بيان مشترك صادر عن الشركتين اللتين تعتمدان على تطبيق هاتفي «توصّلنا إلى اتفاق تستحوذ بموجبه (أوبر) على (كريم9 مقابل 3,1 مليار دولار».
وبموجب الاتفاق، تصبح «كريم» شركة تابعة لـ»أوبر» الأميركية، ولكنّها ستستمر بالعمل بشكل مستقل مع الاحتفاظ بعلامتها التجارية.
وأكّد البيان «ستستمر الشركتان بالعمل من خلال التطبيقات والعلامات التجارية الخاصة بكليهما تماما كما هو الحال الآن».
وستقوم «أوبر» بدفع 1,4 مليار دولار نقدا و1,7 مليار دولار على شكل سندات قابلة للتحويل، بحسب البيان.
وأكد البيان أن «أوبر ستستحوذ على جميع أعمال (كريم) في مجال التنقل والتسليم والمدفوعات في منطقة الشرق الأوسط، مع أسواق رئيسة تشمل مصر والأردن وباكستان والسعودية والإمارات».
 
اكتتاب عام
وتأتي عملية الاستحواذ في وقت تستعد «أوبر» لطرح أسمها للاكتتاب العام، في خطوة يتوقع أن تتم الشهر المقبل. وبحسب خبراء، فإن شراء «كريم» قد يرفع قيمة «أوبر» إلى 100 مليار دولار.
وكانت شركة «ليفت» الأميركية لخدمات النقل، المنافس الرئيس لمجموعة «أوبر»، أطلقت بدورها هذا الشهر مسار دخولها البورصة.
في غضون ذلك، اعتبر جهاز حماية المنافسة المصري في بيان ان وجود مثل هذا الكيان «قد خلق عقبات في السوق».
واضاف «ان الجمع بن التمول الضخم وقواعد البانات في كان واحد من شأنه أن سبب ضررًا مؤثرًا على المنافسة ما سؤدي إلى خلق قوة لا تُنازَع في الأسواق التي قوم فا الكان الناتج عن الاندماج بممارسة نشاطاته».
وأكد «سوف يبدأ الجاز مرحلة البحث والتقصي، والتي ستتخذ قراره في غضون 60 يوماً قابلة للتجديد».
وأشار الى مواد قانونية حول «إعفاء أطراف الاتفاق من الحظر المنصوص عليه بالقانون في حالة تأكد الجاز من عدم وجود أي ضرر على المنافسة».
واكد «التزام الأطراف صراحةً في الاتفاق المبرم بينهما بالامتناع عن أي فعل من شأنه مخالفة قانون حماة المنافسة، وعدم وضع الاتفاق المبرم حيز التنفذ إلا بعد الحصول على موافقة رسمة من الجاز».
 
نتائج استثنائية
وشركة «كريم» التي تأسست عام 2012 وتتخذ من دبي مقرا، تستعين بخدمات نحو مليون سائق يقومون بنقل نحو 30 مليون مستخدم في 120 مدينة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
أمّا «أوبر»، التي تأسست في 2010، فدخلت سوق الشرق الاوسط بعد عامين من تأسيس «كريم»، وبقيت الشركتان تتنافسان بشكل مباشر في هذه السوق السريعة النمو.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أوبر» دارا خورووشاهي إن خطوة الاستحواذ على «كريم» تمثّل «مرحلة مهمّة في وقت نواصل محاولة توسيع خدماتنا عبر العالم».
وتابع «كلّي ثقة بان العمل عن قرب مع مؤسّسي (كريم) سيؤدي إلى نتائج استثنائية بالنسبة إلى المستخدمين والسائقين والمدن».
ومن جانبه، رحّب الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لـ»كريم» مدثر شيخا بالإعلان، مؤّكدا أن الخطوة ستصب في مصلحة الزبائن.
وأوضح «ضم جهودنا إلى (أوبر) سيساعدنا على تسريع هدف (كريم) وهو تحسين مستوى حياة الناس».
وسيخضع الاستحواذ للموافقات التنظيمية ومن المتوقع استكمال عملية الاستحواذ في الربع الأول من عام 2020.
السعودية ومصر
يذكر أنّ السعودية قرّرت في 2016 استثمار 3,5 مليارات دولار في شركة «أوبر»، وشراء حصة بنسبة 10 بالمئة وبقيمة مئة مليون دولار في «كريم». ويستخدم العديد من الشبان في المملكة سياراتهم الخاصة لنقل ركّاب، بعدما يتلقّون طلبات عبر «أوبر» و»كريم».
وفي مصر، تواجه الشركتان مصاعب. فقد قضت المحكمة الادارية بالقاهرة في آذار 2018 بوقف نشاط «أوبر» و»كريم»، بعد أن رأى سائقو سيارات الاجرة العادية المصريون أنهما تمثلان منافسة غير مشروعة. لكنّها عادت وألغت القرار في شباط الماضي.
وتعتبر شركتا «أوبر» و»كريم» مصر سوقا بالغ الاهمية خصوصا في العاصمة القاهرة التي يفوق عدد سكانها عشرين مليون نسمة.
وتقول «أوبر» إن لديها أربعة ملايين مستخدم في مصر. وأعلنت في 2018 عن نيتها استثمار نحو مئة مليون دولار خلال خمس سنوات في البلاد. كما استثمرت شركة «كريم» 30 مليون دولار في 
مصر.
وتظاهر سائقو سيارات أجرة في عمّان أيضا في تشرين الثاني الماضي احتجاجا على منافسة شركتي «أوبر» و»كريم»، وأوقف عشرات السائقين سيارتهم الصفراء أمام مبنى مجلس النواب في منطقة العبدلي وسط عمان وسط إجراءات
 أمنية.
وحمل المحتجون لافتة كتب عليها «مطلبنا واحد، إيقاف السيارات الخاصة التي تعمل مقابل أجر».
 
خرائط مفصلة
وفي السياق أفادت وكالة رويترز نقلًا عن مصدر مطلع بأن شركة أوبر تعمل منذ 6 أشهر في مشروع كبير لرسم الخرائط الهدف منه ملء ثغرات في تغطيتها لمدن الشرق الأوسط.
ونقلت الوكالة الإخبارية عن مصدرها أن فريقًا مكونًا من 28 مهندسًا وموظفين آخرين، يعملون لدى شركة Wipro للتعهيد في قطاع التقنية الهندي، على وشك الانتهاء من رسم الخرائط التفصيلية للشركات والمباني العامة في مدن المملكة العربية 
السعودية.
وقالت رويترز إن المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مصرح له بالتحدث علنًا؛ كشف لها عن أن الفريق في مدينة حيدر أباد الهندية عُهد إليه حديثًا برسم خرائط لمصر وهو الآن يضغط عليه لتسريع العمل.
وأشارت الوكالة إلى أن مساعي أوبر في رسم خرائط لمدن الشرق الأوسط قد يكون مفيدًا أيضًا في تعزيز موقعها في محادثات الاستحواذ 
على كريم.
ومع أن تطبيقات الخرائط تعد أساس تطبيقات النقل التشاركي، إلا أن رسم الخرائط يعد عملية صعبة وتتطلب استثمارات ضخمة، إلى جانب ضرورة تحديث البيانات بانتظام. وكانت كريم، التي تعمل في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، قد ذكرت في وقت سابق أنها تعتزم رسم خرائط للمنطقة، قائلة إن النقص في خرائط غوغل في تغطية الشرق الأوسط قد أجبرها على الإنفاق 
على المشروع.
يُشار إلى أن أوبر عادةً ما تستخدم مزيجًا من موارد الخرائط، وتعتمد بشدة على خرائط غوغل إلى جانب معرفتها بالشوارع ونقاط الالتقاء باستخدام سيارات رسم الخرائط الخاصة بها والمعدات التي يحملها سائقو أوبر في سياراتهم.