لماذا لم تغنِّ فيروز ألحان السنباطي؟

الصفحة الاخيرة 2019/04/20
...

عبد الجبار العتابي
في الكثير من المناسبات وعبر سنوات طويلة ، يثير الفنان احمد السنباطي ابن الموسيقار الكبير رياض السنباطي (1906 - 1981) قضية الالحان التي لحنها والده للمطربة الكبيرة فيروز ولم تغنها ، ويقول (فيروز.. تسجن ألحان أبي وتتهرب ) ويضيف موضحا أن القصة تتلخص في ان السنباطي لحن لفيروز ثلاث قصائد قام بتلحينها بناء على اتفاق،
اذ ذهب الى فيروز في لبنان، والجميع يعلم ان السنباطي لا ينتقل الى احد ، المهم.. جلس معها جلسات مطولة وأجريا (بروفات) ثلاثة تسجيلات هدية غير مدفوعة الاجر بصوت رياض السنباطي على العود ، وانا امتلك تسجيلا نادرا لا يوجد عند السيدة فيروز نفسها بصوت فيروز والسنباطي وهو يقوم بتحفيظها لحن قصيدة (بيني وبينك خمرة واغاني) وكان التسجيل كما لو كان بالاستديو، وهذا الشريط عندي هو اكبر دليل على ان الاعمال بدأت تأخذ حيز التنفيذ بالفعل، وتجمد العمل ولم ينفذ حتى الان، والالحان موجودة لدى فيروز ولا تبغي الافراج عنها حتى الان وانا اجري الاتصال بفيروز حتى نقوم بتنفيذ الالحان الثلاثة ولكن من دون جدوى، فكلما حاولت الاتصال لا اجد سوى (التهرب والمراوغة والانكار) والسؤال هنا : لماذا كل هذا ؟.
ويضيف احمد السنباطي : (واذا كانت فيروز ستغني من الحان رياض السنباطي فمن سيضيف للاخر في هذه الحالة ؟ واجابة السؤال الاول لدى فيروز واجابة السؤال الثاني بالطبع سيضيف اليها الكثير).
الى هنا .. انتهى كلام الفنان احمد السنباطي، ولكن دعونا نعود الى الوراء، الى ذلك الوقت الذي بدأ فيه الموسيقار رياض السنباطي بتلحين الاغاني لفيروز، اذ عقد السنباطي العام 1980 مؤتمرا صحفيا في فندق (بريستول) ببيروت وقال فيه بالحرف الواحد (اللحن الذي وضعته للسيدة فيروز يعتبر مرحلة جديدة للمطربة مع احترامي وتقديري للاخوين رحباني والجمال (اللي) عملاه واعجبت به الجماهير كلها (مش انا بس) مرحلة جديدة لان عند فيروز مقامات في صوتها لم تطرق سمعك او سمع الجمهور بعد، طاقة صوتية وانا ابرزتها في اللحن، طلعت هذه الطاقات منها.. بعدما قست صوتها بدقة) !!.. 
وطبعا هذا الكلام وصل الى فيروز التي كانت يومها على خلاف مع الرحابنة الذين منهم زوجها عاصي الرحباني، والذين بدأت معهم منذ العام 1956 والجميع يعلم فضل الرحابنة على فيروز، هنا لابد ان تتوقف فيروز طويلا امام الكلام الذي سمعته فوجدت انه (ينسف) كل ما فعله الرحابنة على الرغم من الخلاف الحاد بينها وبينهم، هنا لابد ان تكون وفية وان تكون مخلصة ولا تسيء الى تاريخ الرحابنة اذ يقول السنباطي (فيها طاقة صوتية وانا ابرزتها في اللحن، طلعت هذه الطاقات منها بعدما قست صوتها بدقة) وكأنه يقول (ان الرحابنة بكل ما عملوه لفيروز لم يظهروا الطاقات الصوتية الكامنة فيها ولم يقيسوا صوتها بدقة)، فيروز وجدت انها ستكون ناكرة للجميل الذي منحه لها الرحابنة اذا غنت للسنباطي، فآثرت الصمت ولم تقل شيئا، الا ان صمتها فسره اهل الغناء  بانها لم تغن للسنباطي حتى لا تسيء الى الرحابنة!.