أزمة ملاعب

الرياضة 2023/05/10
...

د عدنان لفتة
على مسافة شهر واحد من استضافة العراق بطولة غرب آسيا للمنتخبات الأولمبية وسعي وزارة الشباب لبدء تهيئة ملعبي كربلاء والمدينة وتحسين أرضيتيهما ومرافقهما العامة سيتسبب إبعاد الملعبين عن المسابقات المحلية في إحراج  لجنة المسابقات التي تواجه أزمة خانقة في الملاعب المقررة لاستمرار مباريات الدوري الممتاز.

إبعاد ملعبي كربلاء والمدينة وإلى جانبهما النجف يعني أن الأندية التي تخوض مبارياتها هناك عليها إيجاد ملاعب بديلة من الآن وحتى موعد نهاية البطولة، وهو أمر لابد من معالجته بهدوء لنجاح المسارين معا، أي تتظيم العراق لبطولة غرب آسيا وتواصل منافسات الدوري التي تبلغ الذروة الآن بالصراع الثلاثي على اللقب بين الشرطة والجوية والزوراء.

الحل يبدأ من وزارة الشباب التي عليها إتاحة ملاعب أخرى تابعة للوزارة كي تكون تحت تصرف الأندية الرياضية والقيام بتحمل تكاليف إقامة الأندية المتأثرة ورحلاتها إلى الملاعب الجديدة حتى لو ابتعدت الأمتار إليها.

ملعب النجف يلعب فيه النجف ونفط الوسط والديوانية وملعب كربلاء يضم أندية كربلاء والقاسم وهناك 7 أندية بغدادية ستتأثر بغياب ملعبي المدينة والزوراء أيضا الذي لم تستقم الأمور فيه ولم تسجل جهوزيته التامة لذا سيكون الضغط هائلا على ملعب الشعب في تحمل مباريات أندية كثيرة  (الزوراء، الكهرباء، الطلبة، الحدود، الشرطة، القوة الجوية).

ما هي البدائل المتاحة؟ يمكن إضافة ملعب الكوت والاستفادة منه خلال هذه المدة، ومحاولة الاستفادة أيضا من ملعب القاسم، وفي بغداد قد تجري إضافة فريق آخر إلى ملعب الكرخ غير الكرخ والنفط.

وهناك بديل متاح كبير يمكن أن يعوض الأندية الشاغلة لملعبي النجف وكربلاء، هو البصرة المتوفرة على ثلاثة ملاعب جاهزة هي البصرة والفيحاء والميناء، لكن الموضوع كما أسلفنا يحتاج إلى دعم مالي لتأمين انتقال وإقامة الأندية الخمسة خلال مدة إعمار ملاعبها.

إيقاف الدوري لن يكون حلا، لأننا سنواجه مشكلتين عميقتين هذه المرة، الأولى تأخر انتهاء البطولة وتكرار معاناة اتحاد كرة القدم والأندية، والثانية التأثير سلبا في مسار المنافسة وتجميده في حال إبعاد الفرق المتموضعة إيجابيا مع المنافسات فنيا وبدنيا ومعنويا.

القرارات العاجلة هي التي ينتظرها الشارع الرياضي من الجهة المسؤولة (وزارة الشباب والرياضة)، والمتأثر تنفيذيا (اتحاد كرة القدم)، والأندية المستهدفة، قرارات يجب أن تكون مرضية للأندية وداعمة لها في الخطوات الحاسمة من الدوري.

معالجة الموضوع يجب أن تتم سريعا لتلافي أية مشكلة قد تظهر، وعلى الجميع أن يفكروا بشكل هادئ للوصول إلى حلول نضع فيها سمعة ومصلحة العراق أولا على أبواب الاستحقاق الآسيوي المحتضن من بلدنا، وأن نفكر بالأندية وجمهورها باعتبارهم حلقات مهمة من أدوات الرياضة الفاعلة والمنتجة التي نريدها أن تكون دوما منصات مساندة للحركة الرياضية وتطورها، ولابد من توفير البيئة المناسبة لها لتحقيق  كل عوامل النجاح .