الارهاب يستهدف عيد الفصح في سريلانكا
قضايا عربية ودولية
2019/04/21
+A
-A
كولمبو/ وكالات
لم تسلم الكنائس ايضا من دنس الارهاب، فعلى ترانيم الادعية واصداء الصلوات والقداس المسيح، هزت تسعة انفجارات فنادق وكنائس في سريلانكا أثناء احتفال المسيحيين الكاثوليك هناك بعيد الفصح، اذ لقي أكثر من 200 شخص حتفهم في هذه الانفجارات واصيب 400 آخرون، في وقت كشفت فيه تقارير استخبارية عن تحذيرات امنية تم تجاهلها قبيل الهجوم الدامي.
وفي اجراء سريع عقب الهجومات أعلنت حكومة سريلانكا حظر التجول بأثر فوري، والى اشعار آخر كما أعلنت حجب مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسة وخدمات التراسل. وبشأن الهجوم الارهابي قالت مصادر في الشرطة إن التفجيرات استهدفت ثلاثة فنادق وكنيسة في العاصمة كولومبو، كما تم استهداف كنيستين خارج العاصمة في هجمات لم تشهدها البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية 2009، وأضافت المصادر أنه من بين ضحايا التفجيرات 35 قتيلا على الأقل من الأجانب.
تقارير استخباراتية سابقة
في السياق نفسه كشفت تقارير إخبارية ورود تقارير استخباراتية حول احتمالية وقوع سلسلة تفجيرات في سريلانكا، لكنه تم تجاهلها "بشكل غريب".
ونشرت وكالة "فرانس برس" الفرنسية مجموعة من الوثائق، التي تتضمن تقارير استخباراتية، تضمنت تحذيرات قبل 10 أيام تقريبا من تفجيرات سريلانكا، بشأن احتمالية وجود حملة كبرى لاستهداف الكنائس.
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن قائد شرطة سريلانكا، بوغوث غايلسوندارا، أصدر بدوره تنبيها خطيرا لكافة الجهات الاستخباراتية في البلاد، بأنه قد تكون هناك محاولات لشن هجمات انتحارية لضرب الكنائس الرئيسة.
وفي تلك التقارير الاستخباراتية، تشير الاستخبارات السريلانكية، إلى أن وكالة استخبارات أجنبية، قدمت معلومات، حول دور "جماعة التوحيد الوطني" الإسلامية المتطرفة، في تنفيذ هجمات انتحارية تستهدف الكنائس البارزة، والمفوضية العليا الهندية في كولومبو.
وتعد "جماعة التوحيد الوطني"، جماعة إسلامية متطرفة في سريلانكا، ومتورطة بارتكاب عدد من الجرائم العام الماضي، كان أبرزها تخريب تماثيل بوذية.
بدوره كشف وزير الدفاع السريلانكي، روان فيغواردين، عن المسؤولين عن التفجيرات.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الوزير السريلانكي: "حددنا هوية عدد كبير من المسؤولين عن سلسلة الهجمات الإرهابية على الكنائس والفنادق في سريلانكا".
وتابع "يمكننا القول إن هذا حادث إرهابي وجماعات متطرفة، نحن حددنا هويتهم، وسنقوم بتسليمهم إلى جهات إنفاذ القانون" حيث جرى القبض على 7 منهم.
من جانبه، قال هارشا دي سيلفا، وزير التنمية الاقتصادية السريلانكي: "عقدنا اجتماعا وزاريا مصغرا مع كبار المسؤولين العسكريين، لاتخاذ كافة التدابير اللازمة للحفاظ على سلام البلاد وتسديد الأمن وعودة الهدوء".
وتابع "نرجو من الجميع التصرف بمسؤولية، لا يرفع أي منا شعارات سياسية أرجوكم، يجب علينا جميعا أن نعمل معا كمواطنين سريلانكيين، أحر التعازي لجميع الأسر، ولكل من فقدوا أحباءهم".
من جانبه دان رئيس وزراء سريلانكا، رانيل ويكرمسينغ، الهجمات على الكنائس والفنادق
وكتب ويكرمسينغ على صفحته في توتير: "أدين بشدة الهجوم الجبان على شعبنا اليوم. وأدعو جميع سكان سريلانكا لأن يبقوا متحدين وقويين في هذا الوقت المأساوي"، كما حذر من "انتشار المعلومات غير المؤكدة والمضاربات".
ولم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات التي وقعت في بلد كان في حالة حرب منذ عقود مع الحركة الانفصالية السريلانكية (نمور التاميل) شهدت خلالها العاصمة سلسلة من الاضطرابات قبل أن تتمكن الحكومة من القضاء على الحركة وقتل قائدها وتصفية التمرد في آيار 2009.
ادانة دولية
وتوالت ردود الفعل المنددة بالهجوم الدامي اذ أدان البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الهجمات في سريلانكا، ووصفها بأنها "عنف قاس".
وقال فرنسيس إنه صدم من نبأ الهجوم الإرهابي، أثناء احتفاله مع الجالية المسيحية بعيد الفصح.
من ناحية أخرى، حث البابا فرنسيس، السياسيين، على بذل جهود جديدة لحل النزاع السوري، والمساعدة في عودة ملايين اللاجئين والنازحين إلى أراضيهم.
وقال فرنسيس في خطاب عبد الفصح الذي ألقاه بالفاتيكان "لقد حان الوقت لتجديد الالتزام بحل سياسي من أجل العودة الآمنة للمشردين، إلى جانب أولئك الذين لجؤوا إلى البلدان المجاورة، وخاصة في لبنان والأردن".
بدورة دان شيخ الأزهر أحمد الطيب الهجمات الدموية، وقال في تغريدة نشرت على الحساب الرسمي للأزهر في تويتر: "لا أتصور آدميا قد يستهدف الآمنين يوم عيدهم، هؤلاء الإرهابيون تناقضت فطرتهم مع تعاليم كل الأديان"، كما دعا فضيلته لذوي الضحايا بالصبر وللمصابين بالشفاء العاجل.
في المقابل أصدرت الممثلة العليا للعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني إعلانا هاما، بعد صدمة تفجيرات سريلانكا
وقالت موغريني في بيان رسمي إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم كل الدعم لدولة سريلانكا.
كما أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يعرب عن تضامنه مع شعب وحكومة سريلانكا، بعد الهجمات الإرهابية الدامية الأخيرة.
وتابعت موغيريني " يوم حزين لسريلانكا والعالم عقب سلسلة الهجمات المنظمة التي ضربت الكنائس والفنادق، مسببة دمارا شديدا وضحايا من الرجال والنساء والأطفال، بينهم جنسيات مختلفة".
وأضافت موغيريني "الاتحاد الأوروبي يقدم أصدق تعازيه لعائلات وأصدقاء من قتلوا، ويتمني الشفاء العاجل للمصابين". ويعلن أيضا استعداده لتقديم الدعم".
من جانبه دان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التفجيرات متقدما بخالص العزاء والمواساة لضحاياها.
وقال السيسي، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "هذه التفجيرات لا تستهدف دولة بعينها وإنما تستهدف الإنسانية كلها، وعلينا جميعا، كل في مكانه، أن نقف اليوم أمام مسؤوليتنا التاريخية تجاه هذه الأعمال المتجردة من كل معاني الإنسانية".
كما دان رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، التفجيرات الإرهابية
وأبرق إلى نظيره السريلانكي، مايثريبالا سيريسينا، مدينا ومعزيا بالضحايا الذين سقطوا، ومتمنيا الشفاء للجرحى.
بدوره دان رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي الهجوم الارهابي.
وقال مودي - حسبما ذكرت :إن "مثل هذه البربرية ليس لها مكان في منطقتنا"، معربا عن تضامن بلاده مع الشعب السريلانكي.
ودانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاعتداءات التي ضربت كنائس وفنادق الأحد في سريلانكا، معتبرة أنها "أعمال عنف مروعة".
وكتبت ماي في تغريدة على تويتر "علينا أن نتوحد للعمل على ألا يمارس أي شخص عقيدته بخوف"، معبرة عن "تعازيها الحارة" لـ "كل الأشخاص المتضررين".
في الوقت نفسه أعربت كنائس الأراضي المقدسة امس الأحد عن تضامنها مع سريلانكا عقب سلسلة الاعتداءات الارهابية.
وافاد بيان صادر في القدس "نعبر عن تضامننا مع سريلانكا وجميع سكانها بمختلف مشاربهم الدينية والعرقية".
وقال بيان الكنيسة "نصلي من أجل أرواح الضحايا نطلب الشفاء العاجل للمصابين، ونطلب من الله أن يلهم الإرهابيين كي يتوبوا عن القتل والترهيب". "
كما دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الهجمات الإرهابية
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، عن الرئيس عباس قوله إن "الإرهاب ينتشر انتشار الوباء في العالم"، داعيا دول العالم إلى "التعاون لاجتثاثه من جذوره وعدم التساهل مع الجماعات العنصرية التي تحرض على العنف والكراهية".
في الوقت نفسه اعرب الرئيس التركي عن إدانته لهذه الهجمات المنافية للإنسانية التي طالت دور عبادة قائلا "إن الهجمات الإرهابية في سريلانكا، أظهرت مرة أخرى ضرورة المكافحة الحازمة للإرهاب بكل أنواعه"، معربا عن شجبه وإدانته بأشد العبارات هذه الهجمات المنافية للإنسانية، والتي طالت دور عبادة.