ما قبل النهائيات الآسيوية

الرياضة 2023/05/16
...

خالد جاسم
*تباينت ردود الأفعال واختلفت الآراء وتعددت وجهات النظر بعد إعلان قرعة نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي تستضيفها دولة قطر مطلع العام المقبل عندما وقع منتخبنا الوطني في المجموعة الرابعة إلى جانب منتخبات اليابان وإندونيسيا وفيتنام .

ولا شك أنَّ هذا الاختلاف حول ميزان القوى في مجموعتنا وحظوظ منتخبنا الوطني قد استند إلى معطيات واقعية لاخلاف على جوهريتها وتأثيرها لأنها ليست مستقاة من الورق بقدر ارتكازها على وقائع تشكل خلاصة منطقية ترسم لنا ملامح شبه كاملة حول ما ينتظر الكرة العراقية في التحدي الآسيوي الكبير ، فالبعض وصف مجموعتنا بالسهلة والبعض الآخر قال عنها قوية وآخرون لم يترددوا في وصفها بالمتوازنة وهي كلها آراء استندت إلى وقائع وليست مجرد تكهنات أقرب إلى الخيال .  وفي هذا الإطار واجب القول: إنَّ نهائيات آسيا وكما هو منطقي قد احتضنت المنتخبات الـ 24 الأفضل في القارة الصفراء وجاء تأهل كل منتخب منها بطريقة مغايرة عن الآخر .. ففي الوقت الذي تأهلت فيه منتخبات مثل اليابان وإيران وكوريا الجنوبية والسعودية بنوع من اليسر وبعض السهولة فإن منتخبات أخرى عانت الكثير قبل أن تظفر ببطاقة التأهل وكما حدث مع منتخبنا الوطني في معترك تصفيات هذه البطولة التي ترافقت معها تصفيات كأس العالم المريرة لنا .  وبرغم أنَّ هذه الحقيقة المعروفة قد لاتكون قابلة للتكرار معنا في النهائيات لكن ما يجب قوله والاعتراف به هنا إنَّ المهمة ليست يسيرة بل وصعبة جداً بوجود منتخب اليابان المتألق في النسخة الأخيرة للمونديال والمنافس القوي على صدارة القوى الكروية في آسيا فضلاً عن منتخبي أندونيسيا وفيتنام يجب وضع حسابات خاصة لكل منهما وعدم الاستهانة بقدراتهما وكلنا يتذكر كم عانينا أمامهما في كثير من المناسبات سواء على مستوى التصفيات الأولمبية أو تصفيات المونديال ، كما أنَّ تجاربنا الكثيرة الماضية في البطولات والتصفيات المختلفة في ظل نظام دوري المجموعات تحتم على منتخبنا الوطني اللعب من أجل الفوز في كل مباراة بل واعتبار كل مواجهة من المواجهات الثلاث في الدور التمهيدي بمثابة مباراة نهائية حاسمة تستوجب الفوز ولا خيار سواه وهو أمر لن يتحقق بالتمنيات أو على السمعة السابقة أو المقارنة الفنية مع الخصوم بقدر ارتكازه على التحضير والإعداد المنهجي العلمي الصحيح وليس تكرار سابقات اعدادنا وفق نظام ( الفزعة ) وطريقة الاجتهاد الآني بكل ما تحمل من عشوائية وتخبط . نهائيات آسيا ليست نزهة وهي في الوقت نفسه ليست مهمة مستحيلة ..وبحضور منتخبات قوية ولها شأن كبير كاليابان وكوريا الجنوبية وإيران والسعودية وأوزبكستان واستراليا وغيرها يتحتم علينا التحضير والإعداد ووفق نظام علمي مبرمج من الآن لأن كل تلك المنتخبات تعمل وفق هذا الترتيب وشرع بعضها بالفعل مرحلة التحضير للحدث القاري الكبير بشكل متوافق مع تحضيرات مبكرة إلى مونديال 2026 وكل المؤشرات الفنية تفصح عن حقيقة تفوق تلك المنتخبات علينا بشكل صريح لأنها تنتهج العمل وفق تخطيط سليم . عندما شاركنا في كأس آسيا 2007 لم يكن أكثرنا تفاؤلاً قد توقع احرازنا اللقب في ضوء ما حدث لمنتخبنا قبل السفر إلى اندونيسيا وتايلند وتحديداً في بطولتي غرب آسيا والخليج ثم بمواجهتين وديتين مع كوريا الجنوبية وأوزبكستان ورغم احتضان المنتخب لنجوم آخر جيل موهوب ومتسلح بالخبرة والمهارة لكن فريقنا استحضر كل مقومات العزم والارادة وبالانسجام مع التحضير الجيد وما توافر من مهارات وخبرة فاكتسح خصومه بتألق ليس من الطراز الاعتيادي فاستحق اللقب الآسيوي وهو سيناريو ربما يتكرر في قطر العام المقبل لكنه يتطلب الكثير من الجد والاجتهاد والعمل المضني الواجب أن توضع خطواته العلمية والعملية منذ الآن في ما لو أردنا أن تكون لنا حظوة في التنافس وسط كبار القارة تحت شمس الدوحة في شتاء 2024 .