انسحاب غريب!

الرياضة 2023/05/17
...

د عدنان لفتة

خطوة مفاجئة غير متوقعة أقدمت عليها إدارة نادي الشرطة بإعلان الانسحاب من النسخة المقبلة لدوري أبطال آسيا أصابت كل متابعي الكرة العراقية بالاحباط والخيبة والذين استغربوا القرار المتخذ من أكبر الأندية الرياضية وأفضلها استقراراً ووضعاً مالياً!!.

المبررات التي ساقتها إدارة الشرطة تتحدث عن عدم التكافؤ مع المنافسين الآخرين وصعوبة تحقيق نتائج طموحة توازي رغبات الفريق الذي لايريد أن تكون مشاركته هامشية أو إسقاط فرض !!

لا يقتنع احد بتلك المبررات ولايجدها المشجعون والإعلاميون مقنعة تبيح للإدارة الخضراء اتخاذ قرار الانسحاب الذي أضر كثيراً بسمعة كرتنا وخطواتها في التعافي والنهوض، انها استسلام ويأس لا ينبغي أن يظهر في عالم الرياضة القائم على التحدي ورفض المستحيل والتفاؤل دوماً بالمستقبل.

لماذا الهروب ؟ الشرطة يملك أفضل مجموعة لاعبين يتمناهم اي فريق، تشكيلة مدججة بالنجوم الدوليين والمواهب، ومحترفو الفريق هم الأفضل في المسابقات المحلية، وإن كان الحديث عن تعزيز عدد آخر من المحترفين السوبر فالأمر يحتاج الى تحركات ذكية لاقتناص الأفضل والتعاقد معهم سريعاً .

لماذا الهروب ؟ والشرطة يملك وضعاً مالياً ميسوراً لا يعاني فيه من أي ضائقة ، بل ان بطولة آسيا ذاتها يمكن أن ترفد الفريق بموارد مالية كبيرة جراء الحوافز الضخمة المخصصة للمشاركين فيها والجوائز الدسمة للفائزين فيها!!.

لماذا الهروب ؟ وقرار المشاركة ليس ناديوياً فهو ينعكس على سمعة العراق ورياضته وكرته، إن كانت أنديتنا لم تغب عن بطولات آسيا في أيام الحصار الجائر والحروب والأزمات التي مرت بها البلاد فكيف نقبل الغياب الآن والعراق ينتعش ويعيش أجواء مثالية سياسياً واقتصادياً ورياضياً واجتماعياً !!. المؤسسات الرسمية صامتة ولن يتحدث أو يسأل أحد عن ماهية هذا القرار ، لا نتوقع أن تسأل وزارة الداخلية الراعية والممولة للنادي عن أسباب الانسحاب ؟!، لا نتوقع أن يسأل اتحاد كرة القدم عن الخطوة المسيئة للعراق وكرته وأنديته؟!،لا نتوقع أن تسأل وزارة الشباب والرياضة وهي الجهة الحكومية المسؤولة عن القطاع عن أبعاد هذا القرار الغريب ؟!

كنا نتمنى أن تفكر إدارة الشرطة ملياً بهذا الموضوع ، كنا نتمنى أن تشاور الآخرين بخطوتها، كنا نتمنى البحث عن حلول فعلية إن كانت هناك أية عقب أو مشكلة تقف أمام فريقها .

قرار الانسحاب مخيب للآمال ولا يتناسب مع صحوة العراق وخطواته الحالية في النهوض وفتح صفحات جديدة مليئة بالحياة والأمل ،إنها خطوة الى الوراء  صدمتنا جميعاً وترسم صورة سلبية عن بلادنا التي نأمل جميعاً أن تكون في أفضل المواقع بكل الألق والشموخ والرفعة.