على رفوف الانتظار

الرياضة 2023/05/23
...

خالد جاسم

أشدّ كثيرا على يدي السيد وزير الشباب والرياضة وهو يمنح ملفات رياضية حساسة وحيوية ومهمة اهتماما لافتا ومتابعة حثيثة, ترسخ فينا الاعتقاد بأن الرجل عازم بالفعل على إحداث منعطفات إيجابية في مسيرة العمل الرياضي ليس بالتصريحات الإعلامية المتكررة أو بهرجة وضع الحجر الأساس لمشاريع معظمها فاشل إن لم يكن وهميا, بل من خلال التنسيق والتعاون مع الجهات المعنية بالرياضة بشكل مباشر أو غير مباشر وهو أمر نتمنى ترجمته من السيد الوزير بصورة عملية من خلال إعادة الروح لاجتماعات اللجنة التنسيقية العليا لتطوير الرياضة التي نتمنى أن تستمر في الانعقاد بشكل نصف شهري ولا نقول مرة في الأسبوع مع إمكانية استعانتها بمكتب استشاري يضم نخبة من الخبراء والأكاديميين المعروفين والمستقلين, أي غير المرتبطين بأي جهة رياضية أهلية كانت أو مؤسساتية لأجل أن يتولى المكتب بخبرائه ومتخصصيه ترجمة ومراجعة وتحديث وتفعيل كل ما يصدر عن اللجنة التنسيقية العليا من توصيات ومقررات بدلا من تشكيل اللجان هنا وهناك التي أكدت التجارب الماضية فشلها وعجزها عن القيام بما موكول إليها, بل إن الكثير منها كانت عوامل تسويف وتمييع وتضييع للجهد والمال والزمن فصارت عبئا مضافا وجزءا من سلبيات مرحلة حافلة بالأخطاء والخطايا . ولعل من بين الملفات المهمة التي تناولتها اللجنة التنسيقية العليا وبجهد مبارك من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية هي الملفات المتعلقة بالتزوير والمنشطات وشغب الملاعب والبنى التحتية وغيرها, وكلها أمراض مزمنة في الجسد الرياضي العراقي إن لم توصف بأنها آفات فتاكة تأكل وفق برمجة زمنية مهلكة هذا الجسد وتسبب الكثير من الأضرار الحالية والمستقبلية لرياضتنا , بل واجب القول هنا أن ثنائية التزوير والمنشطات تكاد تمثل وجهين لعملة سيئة جدا هي الجريمة المنظمة في واقعنا الرياضي بلا مبالغة في الوصف أو في تصوير حجم المشكلة التي صارت واحدة من أبرز المعضلات التي تعاني منها الرياضة العراقية بسبب ضعف الإجراءات وانعدام التدابير الفعالة التي تسهم في اقتلاع وجهي المشكلة الخطيرة من الجذور , طالما أن كل ما تم اتخاذه في السابق من قرارات تهدف إلى المعالجة لم يكن سوى حقن موضعية ضعيفة التأثير إن لم يكن محتوى تلك الحقن فاسدا أصلا , ومن هنا فإن قضايا مثل التزوير والمنشطات وشغب الملاعب، بكل ما تحمله من خطورة وتأثيرات سلبية حاضرا ومستقبلا, لا تتطلب مزيدا من إضاعة الوقت والجهود والأموال عبر ندوات أو مؤتمرات أو تشكيل لجان ديكورية الشكل والمضمون, بل تتطلب حزمة إجراءات فاعلة ورادعة تعالج المشكلة من الجذور، لكي لا تذهب مجهودات اللجنة التنسيقية وخطوات السيد الوزير في اقتلاع أشكال الفساد والأمراض الطارئة والمزمنة في الجسد الرياضي أدراج رياح، وفق طريقة العمل بتشكيل اللجان التي لا تسمن ولا تغني من جوع كما أكدت تجارب الأمس القريب .