بداية مؤسفة

الرياضة 2023/05/24
...

د عدنان لفتة
مجموعة مباريات أُقيمت ببطولة كأس العالم للشباب في الأرجنتين كان فارق الهدف الواحد هو السمة الغالبة فيها باستثناء منتخبنا وجزيرة فيجي فقد خسرا برباعية نظيفة وصارا حديث المونديال

وفي قارتنا آسيا فازت اليابان على السنغال بهدف وكوريا الجنوبية على فرنسا بهدفين مقابل هدف  واحد  وخسرت أُوزبكستان بصعوبة أمام الأرجنتين المستضيفة بهدف لهدفين،،عربياً خسر الممثل الثاني تونس أمام إنكلترا بهدف واحد بعد أداء رائع من لاعبيهم  إلا  نحن استسلمنا وظهرنا ضعفاء لا نقوى على المقاومة في مباراة تعتمد على التحدي والتفاني.

ليس عيباً أن تخسر، لكن العيب أن تنهار وكأنك لاتعرف شيئاً في كرة القدم، ليس عيباً أن تخسر بهدف أو هدفين لكن لا ترمي أوراقك كاملة وتظهر بهذا الأداء المستسلم  وتأتي إلى المونديال بلاعبين لا يصلح أغلبهم للعب الكرة أصلاً وليس للتنافس في محفل عالمي كبير.

افتتاح صادم لمنتخبنا في كأس العالم للشباب في الأرجنتين ،وأداء مخيب للآمال وخسارة مستحقة أمام أُورغواي بالأربعة ظهرنا فيها بصفوف مهزوزة ومستويات متواضعة أخفقنا فيها تماماً في مجاراة الفريق الأوروغواياني .

مدربنا لم يحسن اختيار التشكيل الأفضل ولم يجد المعالجات لأداء لاعبيه السلبي أو لأداء المنافسين الذي استثمروا أخطاءنا وتصدع دفاعنا ليسجلوا الأهداف واحداً بعد الآخر، وبرغم أن الشوط الأول انتهى بهدف واحد وإمكانيات معالجة الأخطاء واردة فإن الفريق انهار في النصف الثاني بناء على قرارات المدرب التي لم نجد فيها شيئاً فاعلاً ولعل تغييراته الأخيرة بعد الأهداف الثلاثة حرَّكت بعض الجهود مما يؤكد غفلته عن اللاعبين الأفضل الذين تركهم لدكة احتياط لا يستحقون التواجد فيها ( الكسندر اوراها ، رومان دولاتشي، عبد القادر أيوب ).

هل انتهت فرصنا ؟ لا  طبعاً مازالت لدينا تحديات أخرى مع تونس وإنكلترا يمكن أن نعود فيها إذا عادت الثقة لأنفسنا وعرف المدرب من هو الأفضل لتشكيلته ؟ ومن يملك القدرة على تقديم الأداء المستحسن ؟ لابد أن نتعلم من خسارة الأوروغواي ونبذل جهودنا لكسب النقاط المتبقية بالفوز على تونس والبحث عن نقطة في الأقل من مباراة إنكلترا كي يمكن التأهل لدور ثمن النهائي بالمركز الثالث كخيار أخير  متاح.

لابد أن يجتهد الجميع لأجل تحسين العامل النفسي وتجاوز الهزة العنيفة التي أصابت فريقنا ، لابد أن نثابر من أجل مباراة قوية مع تونس التي ستعمل هي الأخرى للفوز بنقاط المباراة .

 هي مباراة للتعويض بين المدربين أولاً واللاعبين ثانياً وبين الإرادات ثالثاً ، والخسارة الافتتاحية تحتاج إلى عمل فني ونفسي كبير لتخريج اللاعبين من وضعهم وخلق الحافز لديهم مجدداً للبقاء في البطولة وعدم مغادرتها سريعا .

مباراة تونس هي الفرصة الحاسمة للعودة ، تحتاج إلى لاعبين أشداء ومعنويات عالية وقراءة واقعية للمباراة والمنافس كي نتشبث بالأمل المتبقي ولا نواصل الخسارات المريرة ، هي مباراة أخرى للتاريخ فلا تخذلونا فيها.