الحكومة السريلانكية: جماعة اسلامية محلية وراء اعتداءات أحد الفصح
قضايا عربية ودولية
2019/04/23
+A
-A
كولومبو/ وكالات
وسط تحذيرات لوزارة الخارجية الأميركية من هجمات جديدة قد تتعرض لها سريلانكا مع معلومات متوفرة حول مخططات إرهابية للقيام بهذه الأعمال الإرهابية تستهدق المنشآت الدينية والحيوية اعلنت السلطات السريلانكية عن وجود تعاون لشبكات دولية ادت الى انجاح مخطط التفجير الارهابي الذي طال كنائس وفنادق في العاصمة السريلانكية، مطالبة بضرورة التعاون الدولي لكشفها ، في وقت جدد فيه البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، دعوته لإدانة عالمية لهجمات سريلانكا واصفا إياها، بأنها «إرهابية ولا إنسانية».
وبشأن الهجمات الارهابية ذكرت مصادر إعلامية امس الاثنين عن حدوث انفجار جدبد، قرب كنيسة في سريلانكا استهدفتها تفجيرات أمس الاول الأحد، وذلك أثناء محاولة خبراء إبطال مفعول العبوة الناسفة التي كانت متواجدة في السيارة.
وقال متحدث باسم شرطة سريلانكا،: إنه تم العثور على 87 جهاز تفجير قنابل في موقف الحافلات الرئيس بكولومبو، وأكد مكتب الرئيس مايثريبالا سيريسينا، أنه سيطلب مساعدة خارجية لتعقب الصلات الدولية لمنفذي الهجمات الانتحارية،
وكشف المسؤولون في سريلانكا، عن الجهة التي تقف وراء الهجمات الدامية التي هزت البلاد الأحد، حيث أشارت إلى أن التفجيرات التي وقعت في البلاد نفذت بمساعدة شبكة دولية.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن المتحدث باسم حكومة سريلانكا، راجيثا سيناراتني، قوله «لا نعتقد أن هذه الهجمات نفذتها مجموعة من الأشخاص الموجودين في البلاد.وهناك شبكة دولية لم يكن من الممكن دون مساعدتها أن تنجح مثل هذه الهجمات».
وقال بيان للحكومة السريلانكية نقلته وكالة «فرانس برس»، إن «جماعة (إسلامية) محلية تقف وراء اعتداءات أحد الفصح».
وتقوم قوات الأمن بعمليات تفتيش في جميع أنحاء البلاد للبحث عمن يقف وراء التفجيرات في الكنائس والفنادق، إذ لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الحادث حتى الآن.
تحقيق مخابراتي
بينما ألقت شرطة سريلانكا القبض على 13 شخصا للاشتباه بتورطهم في التفجيرات التي طالت الكنائس والفنادق اول امس الاحد، أعلنت السلطات السريلانكية عن فتح تحقيق في تقارير عن «فشل محتمل» من جانب الاستخبارات في منع الهجمات التي ضربت البلاد الأحد.
وفي هذا الصدد قال وزير التكامل الوطني السريلانكي مانو غانيشان: إن إدارة التحقيقات الجنائية التابعة لوزارته، التي تحقق في ملابسات الهجمات، ستحقق في تلك التقارير.
وكان رئيس وزراء سريلانكا رانيل ويكرمسينغ أعلن، مساء الأحد، أن حكومة بلاده «تلقت معلومات بشأن هجوم محتمل، لكن لم يتم اتخاذ الاحتياطات الكافية لمنعه».
كما ذكر وزير الاتصالات في البلاد، هارين فرناندو، عبر حسابه على «تويتر»، أن «بعض ضباط الاستخبارات كانوا على دراية بهذه الأحداث، وكان هناك تأخر في العمل .. لا بد من اتخاذ إجراء جاد لمعرفة أسباب هذا التجاهل».
وفي سياق التحقيقات طلب رئيس سريلانكا، مايثريبالا سيريسينا، المساعدة الدولية للمساعدة في تتبع الروابط الدولية للهجمات التي وقعت أمس. وقال مكتب الرئيس: إن سيريسينا طلب مساعدة أجنبية لتتبع الروابط الدولية بسلسلة من التفجيرات الانتحارية في الكنائس والفنادق الفخمة في عيد الفصح الأحد، والتي أسفرت عن مقتل 290 شخصًا وإصابة أكثر من 500 شخص، وفق ما ذكر مكتبه.
ألف جندي
وفي سياق التشديد الامني أرسل الجيش السريلانكي أكثر من ألف جندي لتوفير الأمن في العاصمة كولومبو،
وأعلن موقع “Ada” نقلا عن بيان صادر عن القوات المسلحة، أن القوات الجوية للبلاد تشارك في حماية مطار كولومبو الدولي. كما يتم تنظيم مراكز للقوات الخاصة في مقر الشرطة ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية في البلاد.
كما فرضت السلطات السريلانكية حظر التجول في العاصمة كولومبو من الساعة الثامنة مساء وحتى الرابعة صباحا، اعتبارا من امس الاثنين
وقد وقعت سلسلة من الانفجارات في سريلانكا، يوم الأحد الماضي ، إذ دوت أول 6 انفجارات في 3 معابد و3 فنادق في البلاد والسابع غربي الجزيرة والثامن في مجمع سكني في ضواحي كولومبو.
ووفقا للبيانات الأخيرة فقد بلغ عدد القتلى نتيجة 8 انفجارات 290 شخصا، بينهم مواطنون من الدنمارك واليابان وباكستان والمغرب والهند وبنغلاديش والصين وهولندا والولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا. وأصيب نحو 500 شخص.
تحذير اميركي
بدورها حذرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان لها من هجمات جديدة قد تتعرض لها سريلانكا، مع معلومات متوفرة حول مخططات إرهابية للقيام بهذه الأعمال الإرهابية.
وقالت الخارجية الأميركية في بيانها إن «إرهابيين قد يشنون هجمات دون سابق إنذار أو دون إنذار على الإطلاق».
وأضافت قائلة: «الهجمات الإرهابية المخطط لها قد تستهدف مناطق سياحية ووسائل نقل ومراكز تجارية في البلاد». داعية الرعايا الأميركيين إلى «توخي أقصى درجات الحيطة والحذر».
وأضافت «يمكن أن يهاجم إرهابيون بدون تحذير ويستهدفوا مواقع سياحية ومراكز نقل أو تجارية» وأماكن أخرى كفنادق وملاه ومطاعم ودور عبادة.
الطب الشرعي
الى ذلك قال خبير في الطب الشرعي بالحكومة السريلانكية: إن سبعة مفجرين انتحاريين نفذوا الهجمات الست المتزامنة، التي استهدفت ثلاث كنائس وثلاثة فنادق داخل وحول العاصمة كولومبو في عيد الفصح.
وأضاف أريانادا ويليانغا، أن تحليل جثث المهاجمين، التي جمعت من مواقع الهجمات، يفيد بأن الهجمات كانت تفجيرات انتحارية. وذكر أن انتحاريين اثنين كانا وراء تفجير فندق شانغري-لا.
وكشفت المعلومات عن أن مفجرا واحدا هاجم كلا من فندقي سينامون غراند، وكينغسبري، وضريح القديس أنتوني في كولومبو، وكنيسة سان سيباستيان في مدينة نيغومبو، وكنيسة زيون في مدينة باتيكالوا.
ولا يزال تفجيران، وقعا بعد ساعات في دار ضيافة ومكان قريب من جسر في ضواحي كولومبو، قيد التحقيق.
مأساة مفجعة
من جانب آخر قصص وماس تحدث عقب كل هجوم ارهابي يستهدف المدنيين اين كانوا وباختلاف اطيافهم واعراقهم، منها ما حدث في هجمات سريلانكا الارهابي اذ فقد الملياردير الدنماركي آندرس هولش بولسن، ثلاثة من أبنائه في التفجيرات الارهابية
ويعد آندرس أغنى رجل في الدنمارك، إذ يمتلك أراض شاسعة في إسكتلندا تصل مساحتها إلى 200 ألف فدان، اضافة إلى سلسلة ملابس «بيست سيلر»، فضلا عن المتجر البريطاني عبر الإنترنت «أسوس»، والمتخصص في بيع الأزياء ومستحضرات التجميل.
ووفق ما نقلت وكالة «بلومبيرغ»، عن متحدث باسم أندرس، الذي يمتلك ثروة تقدر بما يقارب 5.7 مليارات دولار، فإنه فقد ثلاثة من أبنائه في هجمات الأحد الدامي.
وأضاف المتحدث في مؤتمر صحفي: «ليست لدينا معلومات إضافية، ونطلب من الجميع احترام خصوصية العائلة»، وكانت وسائل إعلام دنماركية قد قالت إن الأسرة كانت تقضي عطلة في سريلانكا حين وقعت الانفجارات.
رسالة باباوية
من جانبه جدد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، دعوته لإدانة عالمية لهجمات سريلانكا واصفا إياها، بأنها «إرهابية ولا إنسانية».
وعبر البابا فرانسيس، عن أسفه للهجمات التي تعرضت لها الكنائس والفنادق في سريلانكا والتي أسفرت عن مقتل ما يقارب 300 شخص.
كما دعا البابا إلى إدانة عالمية لما وصفها بأنها «أعمال إرهابية وغير إنسانية» لا يمكن تبريرها مطلقا.
الهلع›.. شهادة من سريلانكا
الالم لا احد يشعر به كاملا الا من عاشه حقيقة وهذه روايات تكشف عمق الجرح الذي اصاب المسيحيين في عيدهم، اذ قال احدهم لم أستوعب ما حدث.. كانت حالة من الهلع»، بهذه الكلمات وصف الشاب السريلانكي بهانوكا هريشاندرا (24 عاما) رد فعله بعد واحدة من الهجمات المميتة التي شهدتها البلاد.
الشاب حكى عن تلك اللحظات التي تلت هجوما استهدف فندق «شانغري» في العاصمة كولومبو، ضمن سلسلة الهجمات التي شهدتها الجزيرة السياحية الواقعة في جنوب آسيا
كان هريشاندرا متجها ناحية الفندق لحضور اجتماع مهم.
وعندما مرت السيارة، التي كانت تقله من خلف مبنى الفندق، أدرك الشاب، وهو صاحب شركة تسويق، أن شيئا ما قد حدث.
طُلب منه الابتعاد عن المكان لأنه «غير آمن»، لكن السيارة واصلت السير باتجاه مدخل الفندق الأمامي.
وهناك شاهد الدماء في كل مكان، وسيارات الإسعاف تحمل القتلى والجرحى.
اتجه إلى فندق «سينامون غراند»، في العاصمة أيضا، بحثا عن الأمان.
لكن ما أن وصلت السيارة إلى المكان، وهم هو بدخول الفندق، حتى سمع صوت انفجار.
حضرت طواقم الإسعاف، وأخرجت الشاب من وسط الدخان المتصاعد من المكان.
فاليوم لم يمر بسلام: سلسلة هجمات دامية اعتبرت الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية.
في المساء، جلس مع العائلة لمتابعة حظر التجول، كانت هناك مشاعر قلق، لكن مع توقف الهجمات، هدأت هواجسه.
بالطبع، لا يتذكر الشاب شيئا عن الحرب الأهلية، التي انتهت بينما كان لا يزال مراهقا.
الآن يخشى أبواه أن تؤدي هذه الأحداث إلى موجة من العنف العرقي بعد حرب دامية.
لكن الشاب أثلجت صدره مشاهد تأتيه على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي لطوابير من البشر ينتظرون التبرع بالدم: «طوابير طويلة لا يمكن رؤية نهايتها».