مشاركة باهتة

الرياضة 2023/05/31
...

د عدنان لفتة

لم تأت مشاركة العراق في بطولة كأس العالم للشباب في الأرجنتين سارة للشارع الرياضي بعد الظهور المتواضع للفريق والنتائج السلبية الخالية من تحقيق أي فوز أو تسجيل أي هدف واحتلال منتخبنا المركز الأخير في مجموعته  !.

هي المرة الأولى خلال المشاركات الخمس التاريخية التي يعجزون فيها عن كسب النقاط الثلاث التي كانت الحد الأدنى للعراق ببطولات 1977 و  1989 و 2001 و 2013 .

تعادل يتيم مع منتخب إنكلترا هو ما خرجنا به في آخر مبارياتنا بعد خسارتين قاسيتين أمام الأورغواي وتونس بإجمالي سبعة أهداف في شباكنا، نتائج أبعدتنا عن منتخبات آسيا الأخرى التي تأهلت منها أوزبكستان وكوريا الجنوبية إلى ثمن النهائي، وعربيا عبرت تونس إلى هذا الدور بفضل فوزها الثلاثي الوحيد على شبابنا .

الخلل الأكبر الذي أشره الجميع ضعف خط هجومنا أو غيابه أصلا لعدم توفر الهداف أو المهاجم الحقيقي الذي نفخر به، وسوء خطنا الدفاعي، وتراجع أداء منتخبنا في الشوط الثاني من المواجهات وسوء إدارة المباريات من قبل المدرب عماد محمد وعدم الاختيار الأنسب للتشكيلة الممثلة للعراق في المنافسات العالمية.

تسطيح الهزيمة وجعلها أمرا طبيعيا شأن اعتدناه بعد كل إخفاق لمنتخباتنا الوطنية لتبدأ أسطوانات التبرير: منتخبنا لعب في مجموعة صعبة، والحظ خذلنا، شبابنا ما زالوا صغارا ولا يملكون خبرة البطولات الكبيرة، لماذا المبالغة في ردود الأفعال فالرياضة فوز وخسارة ولسنا أول فريق يتعرض للهزيمة، وهل نحرز كأس العالم في كل مشاركة؟ علينا أن نتعلم من الأخطاء ونحن نريد بناء جيل جديد. تبريرات لا تنتهي نعلق فيها الأخطاء على عاتق الظروف ولا نعترف بالتقصير  أو نحمل أنفسنا أي مسؤولية لما أصاب كرتنا. المكسب الوحيد للمشاركة هو بروز بعض المواهب التي أثبتت ذاتها خلال المواجهات، يقف في مقدمتها لاعب الوسط الشاب حيدر عبد الكريم  الذي أبلى بلاء حسنا برغم الأداء المتعثر لمنتخبنا في البطولة، وأداء زميله إلكسندر أوراها إلى جانب لمسات اللاعب يوسف الأمين. السؤال الافتراضي بعد نهاية رحلة الفريق؛ هل تخضع المشاركة للتقييم والمراجعة من قبل الخبراء أو اللجنة الفنية لمعرفة أسباب الحضور المتواضع لكرتنا في المونديال ومكامن الخلل في الفريق؟ هل كان بإمكان العراق التأهل إلى الدور الثاني من البطولة؟ نعم، كان الأمر تحت السيطرة لو نجح منتخبنا في الفوز على تونس التي كنا أفضل منها في الشوط الأول وأحرزوا أهدافهم بفعل أخطاء ساذجة لمدافعينا . المؤشرات تدل على أن التقييمات لن تحصل وسيتم التغاضي عما حصل وفقا لنهج الاتحاد الكروي الذي لا يريد تحميل المسؤولية لأحد وكشف الأخطاء ويحاول الابتعاد عن ردود الأفعال الغاضبة من الجمهور الذي سينسى سريعا بانشغاله بمنافسات بطولة غرب آسيا في بغداد وكربلاء التي ستكون الحدث الأبرز في الأسابيع المقبلة.