عذراً الأولمبية .. القرار مرفوض

الرياضة 2023/06/01
...

احسان المرسومي 

يَعد العراق واحداً من أغنى البلدان العربية لما يملكه من ثروات هائلة من بينها النفط والغاز والمعادن وأيضا الطاقات البشرية والعقول الكبيرة ، وبذا فان هذا البلد الذي عانى كثيرا من ويلات الحروب والإرهاب ظل شامخاً يأبى أن يتنازل عن دوره القيادي والوقوف الى جانب اخوانه العرب والأصدقاء والجيران في محنهم والكوارث التي تصيبهم من خلال الدعم المعنوي والتبرعات بالمال والدواء وهذا ما حدث بالضبط لكوارث الزلزال في تركيا والتبرع بالوقود الى لبنان وأخيرا وليس آخرا ما يحدث حاليا في السودان يرافقه دعم عراقي منقطع النظير  . 

أسوق هذه المقدمة ببساطة كون ما نشاهده على الواقع اليوم يناقض بشكل كبير توجهات الحكومة في دعم جميع القطاعات ومن بينها قطاع الرياضة والشباب ، وقد تابعنا التغيير الجذري لمسار الدعم بعد انتهاء بطولة الخليج العربي بنسختها 25 التي استضافتها البصرة ، وشاهدها اليوم تصريحات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني  بأكثر من مناسبة ، في ان ملف الرياضة يعد واحداً أو في مقدمة الملفات المهمة التي تثير انتباه الحكومة  لما لها من تأثير إيجابي في الشباب ، بيد ان السوداني  لمس بنفسه النجاح الباهر الذي تحقق باستضافة بطولة الخليج والحضور الجماهيري الذي فاق التوقعات ، فضلاً عن الضيوف الذين حضروا الافتتاح الباهر للبطولة وفي مقدمتهم رئيس جمهورية كرة القدم انفانتينيو وكبار شيوخ ورؤساء اتحادات دول الخليج العربي .

أقول برغم كل هذه الأجواء الصحية التي يمر  بها قطاع الرياضة ومحاولات الاصلاح التي يتبناها رئيس الوزراء في المؤتمر الذي انعقد في بغداد مؤخرا بحضور شخصيات رياضية مهمة تدير دفة الواقع الرياضي من أجل الوصول الى مخرجات تضع خارطة طريق صحيحة لرياضتنا ، تخرج بعض مؤسساتنا الرياضية بقرارات غريبة ، ومنها قرار المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الوطنية الأخير الذي فاجأ الرياضيين والشارع الرياضي في وقت واحد ، والذي قضى بعدم مشاركة منتخباتنا في الفعاليات الجماعية بالدورة العربية التي تنظمها الجزائر خلال تموز المقبل . 

إن قرار تنفيذية الأولمبية الأخير، كمن يضع العصا في عجلة التقدم، وهو ينافي جملة وتفصيلا ما تذهب اليه الدولة في محاولة التقارب والتعاضد مع الاخوة العرب ، بل وحتى لم نجد اي تفسير لهذا القرار الذي تبجح به المسؤولون عنه ورموا أسبابه على شماعة قلة الأموال ، ولا نعرف فيما لو هم تناسوا ان رئيس الوزراء سيكون داعماً كبيراً وبشكل استثنائي  لهذه المشاركة ، لأننا نجد  فيها منافع جمة في مقدمتها ، الاحتكاك مع فرق ومنتخبات عرب افريقيا وآسيا ، والتعرف أيضا على خارطة الأوسمة التي سنحصل عليها جراء هذه المنافسة  . 

 صحيح، ربما لم نتمكن من تحقيق نتائج متقدمة نعتلي بها منصات التتويج  ، الا ان هذا لا يعني ان قرار الاولمبية كان صائباً، وإلا فإن جميع المنتخبات العربية ستضع نصب عينيها المشاركة مقابل حصد الاوسمة، وكأنه ليس هناك في قاموس الرياضة فريق فائز  وآخر خاسر، وما دام لدينا وقت كاف لتلافي الخطأ لا بد للمكتب التنفيذي للجنة الاولمبية من تجميد هذا القرار بغية إعادة  هيبة الرياضة العراقية لأن العراق من المؤسسين وهو ضيف دائم في الدورات العربية، ونحن على يقين بأن الدعم الحكومي وعلى أعلى المستويات سيكون موجودا، بمجرد ان تطلب اللجنة الاولمبية ذلك، ثم لا ننسى ان القرار جاء متأخراً وبعد ان شرعت بعض الاتحادات بالتحضير للبطولة من خلال معسكراتها الداخلية مثل منتخبي الطائرة للنساء والرجال الذي يستعد في كردستان حاليا وما يخلفه ذلك من آثار مادية وانكسار نفسي للاعبين .