الأسرة وعوامل سعادتها

اسرة ومجتمع 2019/04/23
...

وجدان عبدالعزيز
الأسرة هي البنية الأساسية في المجتمع إن صلحت، صلح المجتمع معها، ولانشك ان الأحلام تراود الجميع في مجتمع تسوده المحبة والتسامح والتعاون، ومن خلال التجربة والدراسة لواقع الأسرة، وجد أن هناك مقومات تجعل الأسرة في سعادة واطمئنان دائمين ، وبالتالي خلق مجتمع سعيد، وهذه المقومات هي: اولاً لابد من توافر الأوقات المحددة، كي يقضي أفراد الأسرة بها متعة، وبعيداً عن منغصات الحياة كأن تكون سفرة لمتنزه، أولشاطئ نهر يقضونها بمرحٍ ويتمتعون بأجواء يسودها الوئام، وهم يتناولون الغذاء معاً، وربما تنشأ بينهم علاقات العمل الجماعي وأما العامل الثاني في سعادة الأسرة، فهو أنظمة التفاهم وقضية الانسجام، فعلى أفراد الأسرة أن يقضوا الكثير من الأوقات في تبادل الأحاديث، ولايعني أن هذه الأسرة ليس فيها مشاحنات، ولكنهم يستطيعون إخراج نزاعاتهم إلى الظاهــر، وهم يحاولون حلها بروح ودية، فهذا الأب يحتاج بعض الأحيان إلى  مكان هادئ للتفكيـر والمطالعة، وهذا الابن يحتاج لمكان خاص للقراءة، كي يتابع دروسه اليومية، وهكذا تختلف الأمزجة ، بيد أنها تلتقي عند أنظمة التفاهم التي سارت عليها هذه الأسرة باحترام حدود جميع أفرادها .. والعامل الثالث، والذي لايقل أهمية في استمرار حالة الانسجام والمحبة، هو ان كل واحد من أفراد  الأسرة يقدر الآخر ويحترمه ويقدم يد المساعدة له، فمثلاً الزوج ينظر لزوجته بعين الزوج المحب 
ويعتبرها رائعة تشع حيوية وأنوثة، وبالمقابل يزداد حرص هذه الزوجة بتوفيــر كل مستلزمات الراحة لزوجها، اذ ينجر هذا الانسجام على تربية الأبناء على المحبة والتعاون، وإحضار كل المزايا الجميلة سواء بالمديح أوبمشاعر الإعجاب والتقدير، لذا نكون قد لاحظنا نشوء عامل آخر، وهذا سيشكل دعامة من دعامات بناء الأسرة السعيدة، حيث ينشأ من خلال هذا الجهد توفير أسباب الراحة والاطمئنان لأفراد الأسرة.
 لذا ترى الزوج أوالزوجة أوالأبناء يندفعون لشطب بعض نشاطاتهم وتكريسها في قضاء أوقات مبهجة مع العائلة، وهو فعل تقوم منفعته في التخلص من الضغوطات الخارجية، وبالتالي ان هذه النشاطات، التي تم شطبها كانت فائدتها تصب في خلق أجواء سعيدة للأسرة، بالرغم من أنها قد تجلب لرب الأسرة وأسرته بعض المردودات المادية، ومن العوامل التي أثبتت تأثيرها في انسجام الأسرة  وديمومة سعادتها،  
الميلان نحوالايمان والتقوى، لأن الايمان ضرورة لا بد منها في تحقيق السعادة العائلية، فأفراد الأسرة يمارسون واجباتهم الدينية بانتظام ويصلون معاً ويقرؤون الكتب المقدسة، ما ينشئ بينهم قيماً مشتركة، تكون عاملاً من عوامل خلق الانسجام والسعادة، واتساقاً مع العوامل الأخرى، فان العامل الذي يسند ويقوي علاقات المحبة بين أفراد الأسرة، هو التعاون في مواجهة المصائب والمحن في حالة التعرض لها، فان العائلة السعيدة المتعاونة دائماً تنظر إلى الأشياء الايجابية في كل وضع، إذن حينما نجد انسجام العائلة ظاهراً وسعادتها واضحة، فهي التي يقضي أفرادها أوقاتهم معاً، ويتفاهمون معاً.
 ويقدر أحدهم الآخر ويقفون الموقف الإيجابي، حينما تحدث محنة طارئة لهذه العائلة، وبالتالي ان هذا الانسجام والسعادة في هذه العائلة  من الممكن نقله إلى العوائل الأخرى، فالعوائل التي تعتمد تقليد هذه الأسرة في مباهج الحياة تستطيع تحسين إيقاع علاقات أعضائها، أحدهم مع الآخر، لخلق شبكة من هذه العلاقات الإيجابية بين الأسر، تكون كفيلة بخلق مجتمع متحاب، متعاون يسلك سلوك الخير، وتظهر فيه منابع الإبداع والتنافس الإيجابي.