لجان التحقيق

اسرة ومجتمع 2019/04/23
...

سهاالشيخلي
نسمع ونقرأ دائماً عن تشكيل لجان تحقيق وبعد ذلك يجري التعتيم على مهام ونتائج تلك اللجان، السؤال هنا لماذا يعلن عن تشكيل لجنة وتمر الايام والشهور ولم نعلم ماذا قامت به  وما الجدوى من تشكيل هذه اللجنة واخذ الوقت الطويل من مهمة اعضاء تلك اللجنة والامثلة كثيرة على اخبار تشكيل هذه اللجان منها مثلاً لجنة فضيحة (سيارات المسيوبوشي) في وزارة الداخلية وبقي المواطن ينتظر نتائج تحقيق اللجان ومن خلال الانتظار قد يخمن البعض ان المتورطين هم من اصحاب الدرجات الخاصة او من (كبار الفاسدين) الذين تتم حمايتهم وعدم التشهير بهم.
 وقد يذهب المواطن بظنونه الى ان الاعلان عن تشكيل تلك اللجان الخاصة بالتحقيق وانما هو وسيلة لامتصاص غضب الشارع او هي طريقة لاثبات حسن نية الجهة التي تعلن عن تشكيل اللجان التحقيقية وانها تعمل بشكل شفاف لا لبس فيه او ان جهات اخرى حالت دون نشر نتائج  التحقيقات وهذه الجهات من واجباتها التعتيم على النتائج ، او قد تكون هناك سيناريوهات معدة لتصفية الخصوم او على اقل تقدير ابتزازهم ، مع ان الجميع يعلم من هم الفاسدون وكيف يجري اخفاء اسمائهم ، والابعد من ذلك ان الذين تثبت ادانتهم هم كبار لا بل كبار جداً ولهم اذرع ورؤوس في اكثر من جهة وبالتالي ليس من مصلحة الجميع الكشف عن الحقائق.
 لذلك تسارع  تلك الجهة صاحبة تشكيل اللجان بالركون الى الصمت وحسب المثل القائل ( يا دار ما دخلج شر) او قد تكون طريقة اخرى للمساومة والابتزاز .. ومن حق المواطن هنا ان يتساءل هل ان تشكيل هذه اللجان هو لاسقاط فرض ام لذر الرماد بعيون الاعداء ؟ ام هو تأكيد على ان الجهات الرقابية ما زالت تعمل وتراقب وتحيل المقصرين الى العدالة، لكننا كمتابعين لم نلمس اي نتائج للعديد من تلك اللجان والامثلة كثيرة وليست فقط فضيحة (مركبات المسيوبوشي) بل هناك العشرات ربما يكون اخرها التحقيق في مأساة الذين غرقوا في العبارة التي كانت تفتقر الى صلاحية الاستعمال ، وموت العديد من المواطنين الباحثين عن قضاء ساعات هانئة في تلك العبارة والذين لم يجد ذووهم لحد الان جثامينهم. لم نر ونسمع من الاخبار سوى مطالبة بعض الذين يشكون من ارتفاع اسعار تأجير الكازينوهات في مجمع المتنزهات في منطقة الغابات في الموصل.
 اما اي خبر عن نتائج التحقيق في حادثة غرق العبارة المشؤومة لم يتطرق احد لها وكأن الموضوع لا يهم عدداً كبيراً من عوائل الموصل وراح ضحيته الاطفال والنساء الذين يشكلون الغالبية  وان الكثير من المفقودين ما زال مصيرهم  في علم الغيب ، وصحيح من قال : ( اذا اردت ان تميت عملاً فاحله الى لجنة).