كرتنا والدورة العربية

الرياضة 2023/06/06
...

خالد جاسم

وَأنا أقلب مفكرتي الإلكترونية التي أدون فيها بشكل يومي تقريبا مختلف الأحداث والمواقف في الرياضة وغيرها توقفت عند مشاركتنا في فعاليات الدورة الرياضية العربية الثانية عشرة التي جرت في قطر نهاية عام 2011 وتحديدا مسابقة كرة القدم في الدورة وكيف لم نجد عناء كبيرا في اكتشاف حقيقة أساسية مفادها أن معظم الدول العربية التي شاركت في تلك الدورة قد وضعت ثقتها الكروية في منتخبات لا تحتل العتبة الأولى في سلم منتخباتها الوطنية أو بكلام أكثر دقة أنها اتكلت على منتخباتها الاولمبية والرديفة والشبابية في المسابقة الكروية للأولمبياد العربي في الدوحة باستثناء عدد قليل جدا بالطبع من تلك الدول التي اختارت زج منتخباتها الوطنية المتقدمة في تلك المسابقة .
والواقع كنت قد بحثت في ثنايا الأسباب الأساسية التي دفعت هذه الدول في الامتناع عن المراهنة على منتخباتها الوطنية في الدورة العربية فاكتشفت أن كل الأسباب تلتقي عند مفردة واحدة لا تزال غائبة عن قاموسنا الكروي ومغيبة الى أمد غير منظور في منظومتنا الكروية .. هذه المفردة أسمها التخطيط .. كيف ؟
بداية فإن مسألة المشاركة بالمنتخبات الأولمبية أو الرديفة بل وحتى منتخبات الشباب في الدورات العربية ليست وليدة الحاضر لدى عدد كبير من الدول العربية التي فطنت مبكرا وخصوصا دول المغرب العربي الى عدم جدوى مشاركة منتخباتها الوطنية في المسابقات العربية ومنها مسابقة الكرة في الدورة العربية وقبل ذلك بطولة كأس العرب التي فشلت واضطر الاتحاد العربي لكرة القدم الى شطبها من منهاجه السنوي المقفر أساساً نتيجة ضعف مشاركة المنتخبات العربية في هذه البطولة كما ان مسابقة كرة القدم في الاولمبياد العربي وكما هو شأن دورة الخليج لم تكتسب صفة الاعتراف الدولي بمبارياتها من قبل - الفيفا - وهو ما شجع معظم الاتحادات الكروية العربية الى إهمال مشاركة منتخباتها الأولى التي تجد أن زجها في تلك المسابقة لن يضيف لها شيئا ذا جدوى من الناحية الفنية كما أن عدم الاعتراف بالمسابقة دوليا قد شجع الاتحادات العربية على غض النظر والإصرار على المشاركة بمنتخبات بديلة تعدها هذه الاتحادات للمستقبل وتعتبر زجها فرصة مناسبة لزيادة احتكاك وخبرة لاعبيها ليس إلا .
كان من المقرر أن تتم مشاركتنا في مسابقة الكرة في دورة قطر العربية بالمنتخب الأولمبي ثم تسربت أنباء عن تغيير القرار وإسناد المهمة إلى المنتخب الرديف قبل أن يحدث التغيير الجذري ويقرر اتحاد اللعبة زج المنتخب الوطني في مسابقة لا تحمل أي لون أو طعم أو رائحة ولأجل غاية واحدة لا غير لا تنتمي الى التخطيط الصحيح بصلة وتتمثل بإحراز ذهبية كرة القدم في هذه الدورة مع أن معظم المنتخبات العربية كانت حاضرة بفرق من الخط الثاني والثالث ولا أدري أي فخر كنا سنحصل عليه في حالة إحرازنا ذهب المسابقة وسط هذا التجمع الكروي العربي الضعيف ولم أكن أريد تصور ما يحدث في ما لو أخفق منتخبنا الوطني في تلك المهمة وهو الذي حدث بالفعل , وبعد غياب اضطراري دام أكثر من عشرة أعوام عادت الروح الى الأولمبياد العربي حيث تستضيف الجزائر دورة الألعاب العربية الثالثة عشرة وإعلان عراقي مبكر عن الغياب في مسابقة كرة القدم وهي حكاية أخرى سأتحدث عنها هنا يوم الثلاثاء المقبل إن شاء
 الله .