عراق الاحتراف

الرياضة 2023/06/07
...

د عدنان لفتة



جميل هو الدعم الذي قدمه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمشروع دوري المحترفين ، وجميلة هي دعواته التي سطَّرها بضرورة اعتماد العمل الاحترافي في جميع مفاصل الرياضة العراقية وليس كرة القدم فقط.

إنه عهد جديد لكرتنا ورياضتنا المطالبة بالخروج من نفق الركود والجمود إلى عالم التطور والاندماج مع التجارب الرائدة الناجحة السابقة لنا ،ولاشك أنَّ  عقد الشراكة بين الاتحاد العراقي لكرة القدم ورابطة الدوري الإسباني (لاليغا) يمثل بريق أمل للنهوض والبحث عن ذاتنا في كنف البطولات الأفضل أوروبياً.

خطوة نجاح  تحسب للكابتن عدنان درجال وأعضاء الاتحاد المساندين له بالسعي إلى تنفيذ  عقد الشراكة القاضي  بالإدارة والإشراف الإسبانية على تنفيذ دوري المحترفين  وتعيين مدير تنفيذي إسباني لإدارة المشروع و تدريب وإعداد فريق عمل عراقي يأخذ على عاتقه لاحقاً تولِّي كامل المسؤوليات وقيام الرابطة بجميع الإجراءات المتعلقة بتسويق مسابقة الدوري ورعاية (مشروع الحلم 2030)، الذي تتولى رابطة (لاليغا)  بموجبه تطوير المواهب الرياضية العراقية .

والجميل أيضاً حضور رئيس الرابطة خافيير تيباس إلى بغداد وتأكيده  على بذل الجهود من أجل إنجاح المشروع الذي وصفه بأنه أكبر من مجرد كرة القدم،  بل تعاون أوسع لتنشيط الرياضة في العراق.

عقد الشراكة دخل الأن حيِّز العمل الرسمي، وصار لزاماً على المؤسسات العراقية بشقيها الحكومي و الخاص الدخول بقوة في هذا المشروع ودعم ومساندة الأندية العراقية للتحول من الهواية إلى الاحتراف عبر الاستثمار في تلك الأندية، ودعم دوري المحترفين لأنَّ نجاح تجربته هو نجاح للعراق المتعافي اقتصادياً بتمظهراته الجديدة.

قطاعات ناشطة عراقية في الإسكان والمصارف والمشاريع السياحية والتكنولوجية لن تجد فرصاً استثمارية وإعلانية مثالية ومتطورة  كتلك المتوفرة في دوري المحترفين العابر  لحدود العراق إلى آفاق العالم، علينا أن نقدم النصف المشرق المملوء من بلدنا لا النصف الفارغ الذي اعتادت ماكنة الإعلام على إظهاره كصورة نمطية سلبية عن بلاد الرافدين.

 الأندية هي المحور الذي تنطلق منه بوادر النهوض، المحور الذي يبعث الأمل فينا بإمكانية التحول المتنامي 

لرياضة ناهضة بمختلف الألعاب وليس كرة القدم فحسب، وتفاعل إدارات الأندية وتطوير إمكانياتها سيجعل النجاح يصيب مشروع دوري المحترفين الذي له آثار اقتصادية بالغة على وجود مرتكزات رياضية واعدة بالأمل.

هي فرصة لمغادرة تخلُّفنا الإداري والفني، فرصة للتشبُّث بقارب الإنقاذ لأنديتنا كي تقترب وتسابق تجارب عربية وآسيوية كنا نشعر أنَّ الوصول إليها ضرب من الخيال والإعجاز.

حلقات التحوُّل للأندية تدعو إلى عمل منظم يستند إلى العلم والمعرفة والاعتماد على كوادر مؤهلة والاستعانة بكل الكفاءات، العراق الذي عرف على الدوام بطاقاته ونوابغه في شتى تخصصات الحياة ليس هناك أجمل من بحث إدارات الأندية عن تلك الطاقات لكي تتولى العمل بالتفاني والأخلاص والتقييم الحقيقي لهم، ما أجمل أن يستفيد منهم الوطن بعد سنوات طويلة في عالم الاغتراب، استفادت منهم الدول والشركات العالمية والعربية وبقيت حسرة في قلوبهم أن يتواجدوا في وطنهم الأم صاحب الفضل الأول عليهم.

دعونا نشمِّر عن سواعد العمل ونتنافس جميعاً في حب العراق بعمل احترافي يدعم خطوات دوري المحترفين ويوفر البيئة المناسبة له كي يحقق الطموحات الطويلة العامرة في القلوب ونفض الغبار عنها بجهود متواصلة سنرى فيها الضوء الذي انتظرناه بعد مخاض عسير استهلك سنوات طويبة ابتعدنا فيها عن ركب التطور.