محطات نجاح

الرياضة 2023/06/08
...

علي حنون

تَبقى للديمقراطية أبعاد تُحيط بها وتجعلها مُتاحة مهنياً ولكن في كنف سياقات وأُطر تجعلها مُزدانة بحلقات المسؤولية، ولها كذلك وجهان ينبغي التعامل من أحدهما في حال تيقنا أننا نريد حقاً الاعتقاد بعملية الاستماع الى رأي الأغلبية في أي مسار، وهنا يأتي المضمار الرياضي ليُمثل بيت القصيد، الذي يعنينا وتحديدا الأندية الرياضية، التي هي أساس انطلاقة مختلف الفعاليات، وعلينا _ قبل كل شيء _ أن نركن إلى واقع كُتب علينا التسليم به، وهو أن أعضاء الهيئة العامة في سواد الأندية غير متساوين في الثقافة، ونقصد هنا ثقافة الإلمام بمضمون وبُعد التخطيط وفلسفة القيادة الناجحة، إذ إن جُلّهم تُسيطر عليه (حواس) العاطفة الشخصية وتُفرغ رؤاه من مكنون المسؤولية المهنية، لذلك من اليسر أن تجد ان مثل هؤلاء يُمكن تحديد المسار لهم اعتماداً على سُبل ينتهجها صاحب المصلحة عبر حيثيات تناغي البعد الفكري لعضو الهيئة العامة.
ما ننشده من القول هو أنه ليس بالضرورة، أن تأتي النتائج الانتخابية مُسايرة لما تذهب اليه توقعات النقاد والأكاديميين الذين يقفون على مسافة ليست بالقريبة من (معمعة) الانتخابات ذلك ان اثراء ألباب عينات في الهيئة العامة بأفكار تنسجم مع تطلعاتهم كفيلة (بنسف) منطق المسؤولية عند من ينظرون اليه ولا يريدونه واقعاً.. لكن المهم في الأمر هو أن الجميع عليه أن يلتفت الى إرادة الهيئة العامة، سواء كانت _ بنظر الآخرين _ صائبة أو غير ذلك، لأنها تعكس شأناً يتعلق بمسيرة أصحاب اللعبة، وهم الذين سَيُثابون إذا جاءت قراراتهم صائبة وهم أيضا من (سيكتوي) بحرارتها في حال لم تُسجل علامات تفوق لوجهات نظرهم، ولكن هنا من الجميل والحسن ان تكون هناك عملية تثقيف مُستدامة لأعضاء الهيئات العامة تُمكنها من التمييز بين الغث والسمين وبين من يعمل من أجل المصلحة العامة ومن يبحث عن المصلحة الشخصية، من خلال التواجد ضمن تشكيلات إدارات الأندية.
ما يعنينا كنقاد ومُختصين ومُهتمين وكذلك متطلعين مُخلصين لتطور الفعاليات الرياضية المختلفة، هو أن تعتمد إدارات الأندية على برنامج علمي يَستند إلى الواقع لانتشال الفعاليات الرياضية، من وضعها غير الناجح عبر زرع الثقة في لجان تخطيط تضمن وجود نجوم دوليين سابقين وأكاديميين مُميزين ولا بأس من إشراك كفاءات داخلية وأًيضاً مُحترفة في الخارج، في العمل والاستشارة بهدف إيجاد فكر تطويري انفتاحي لا ينظر سوى بعين واحدة تعكس ألوانها مصلحة النادي..نعم لا نُريد من الإدارات (الانغلاق) باتجاهات معينة والاعتماد على رؤى لأشخاص معينين دون الجميع، وعلى مسؤولي الأندية الإفادة من محطات التعثر، التي مرت بها سابقاتها، لتتجنب الوقوع ،من جديد، في شركها، لأن ما يهمنا جميعاً هو أن نرى حالاً ناجحة وإيجابية من العمل الإداري، تأخذ برياضتنا وفي مختلف الألعاب، إلى الإنجاز وتحقيق التفوق في المشاركات الخارجية، والتي ترتكز عملية التفوق فيها على عمل الأندية في صناعة الأبطال، وفلاح الإدارات في سعيها الإيجابي في البناء والدعم وإرساء قواعد العمل الصحيح.