رصيد آخر للعراق

الرياضة 2023/06/12
...

علي رياح

أن تدور رحى المنافسة لبطولة غربي آسيا (الأولمبية) على الأرض العراقية وتحديداً في بغداد الغالية وكربلاء المقدسة، فهذه قيمة تنظيمية تـُضاف إلى رصيد البصرة التي احتضنت خليجي خمسة وعشرين، لتدور بعد ذلك عجلة الاندماج العراقي الكلي مع محيطه الكروي الإقليمي، وتصبح ملاعبنا مَقصداً للمنتخبات العربية والصديقة، ونتحرر بذلك من قيد الحظر إلى الأبد بعون الله.. فالبطولة الجديدة التي ستفتتح اليوم تحمل هذا المعنى حتى لو كانت على مستوى المنتخبات الأولمبية.
عبارة (غربي آسيا) تحمل إلى العراقيين هذه الميزة التنظيمية حتى لو كانت لدينا وجهة نظر تتعلق بما يمكن أن نجنيه من السعي نحو البطولات الإقليمية على حساب البطولات الكبرى الأكثر أهمية، أما الذاكرة العراقية فتحمل خصوصية لهذه العبارة، ففي حقبة من الزمن كانت البطولة على مستوى المنتخبات الأولى مجالنا الوحيد الذي يمكن أن نحقق فيه الحضور والإنجاز حين شحّتْ النجاحات.. كان مثل هذا الأمل يغمرنا عام 2000 حين اشتركنا في النسخة الأولى من البطولة على مستوى الكبار في الأردن بمشاركة ثمانية منتخبات، وقد حلّ العراق ثالثاً.. فاز في دور المجموعات على لبنان وقيرغيزستان، وخسر أمام سوريا في نصف النهائي بفارق الركلات الترجيحية، ثم تغلب في مباراة المركزين الثالث والرابع على الأردن بأربعة أهداف لهدف، وكان المكسب الأول لنا في تلك البطولة أن المهاجم رزاق فرحان نال لقب الهداف برصيد خمسة أهداف.
لم تسعنا الفرحة عام 2002، حين عاد منتخبنا إلى النسخة الثانية من كبار غربي آسيا في سوريا ليحرز اللقب بعد أن بدأ المشوار بالفوز على فلسطين وسوريا ثم تغلب على إيران في نصف النهائي بفارق الركلات الترجيحية قبل أن يتفوق في الختام على الأردن 3 - 2، وأذكر تماماً أن منتخبنا كان متأخراً بصفر مقابل هدفين قبل أن يسجل هدفين لتذهب المباراة إلى الوقت الإضافي ويحرز لنا المدافع حيدر محمود الهدف الذهبي الذي كان مُعتمداً في ذلك الوقت.
كان الفرح العراقي باللقب الغرب - آسيوي كبيراً يوم أصاب مشاركاتنا الضمور ولم يكن لدينا رصيد يذكر من الإنجاز على صعيد المنتخب الأول. أهمّ ما في ذلك المنجز أنه كان الأول بالنسبة للعراق أعقب ثلاثة عشر عاماً من الانقطاع عن منصات التتويج، فلقد كان لقب بطولة الصداقة والسلام في الكويت عام 1989 آخر ما جنينا من ألقاب.
وبالعودة إلى المستوى (الأولمبي) لغربي آسيا، سيحمل المسعى الأهم لنا اتجاهين.. الأول تحقيق النجاح التنظيمي الذي سيُكرّس العراق أرضاً مواتية ومُهيّأة لاحتضان المزيد من الملتقيات والبطولات وبحجم أوسع وأكثر أهمية، والاتجاه الثاني تأمين الفرصة المناسبة أمام منتخبنا الأولمبي ومدربه راضي شنيشل للإعداد للاستحقاق الرسمي الأهم وهو تصفيات كأس آسيا المؤهلة في النهاية إلى دورة باريس الأولمبية، من خلال خوض عدد من المباريات مع المنتخبات النظيرة في المنطقة على أمل استكمال مراحل الإعداد بعد البطولة ليكون لدينا منتخب مؤهل لخوض السباق الآسيوي – الأولمبي حتى تحقيق الهدف المنشود.