عود على بدء

الرياضة 2023/06/13
...

خالد جاسم
تطرقت هنا في عدد الثلاثاء الماضي إلى حيثيات مشاركة المنتخب الوطني في مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب العربية الثانية عشرة التي جرت في قطر والغريب أنَّ اتحادنا الكروي الذي قطع عهداً في تلك المشاركة لم يخضع قراره للدراسة والبحث حيث أنَّ طبيعة الدورة العربية كما أشرت لم تكن تمنح لاعبينا فرص التفرغ من أنديتهم المحترفين فيها لأجل خوض مباريات دورة قطر برغم من أنَّ عدداً من الأندية المحلية التي انتقدت على ألسنة مدربيها وإدارييها مشاركتنا بالمنتخب الوطني في حينه قد لوحت بعصا التمرد والامتناع عن تفريغ لاعبيها للمنتخب في مشاركته العربية لأنها ستدفع ثمناً باهظاً نتيجة ارتباط فرقها بمباريات الدوري التي لو كنا افترضنا جدلاً أنها ستؤجل من قبل اتحاد الكرة أو يلجأ الأخير إلى إيقاف عجلة دوران المسابقة فسوف تكون الأندية هي المتضرر الأكبر بكل تأكيد كما أنَّ الدوري تلحق به أضرار صريحة جراء التوقف أو التأجيل لمبارياته وهو أصلاً يقف على عكازة ضعيفة فنياً كما أن زج المنتخب الوطني كان يتعارض تماماً مع المنطق الصحيح الذي يفرض على اتحاد الكرة البحث عن بديل للمنتخب الوطني وقتذاك وكانت تتفق معظم الآراء ووجهات النظر على ضرورة إحداث التغيير الجوهري في تركيبته كما كان يطالب المدرب زيكو في وقتها واتضح أنَّ مطالبته لم تكن سوى بالون إعلامي ليس إلا كما أنه هو أمر لن يتم من دون إيداع الثقة بمنتخب بديل كالاولمبي أو الرديف الذي لا أحد كان يعرف الخطط الموضوعة له كي يتمكن أي من المنتخبين -الاولمبي أو الرديف - من أخذ الفرصة المناسبة في الاحتكاك واكتساب الفائدة عبر المشاركة في الدورة العربية وليس إيداع كل الخطط والأماني والتمنيات في منتخب واحد صار منتخباً لكل المناسبات .

استذكرت هذه المشاركة لأن سيناريو ما حدث تكرر بعدها وهو مرشح للتكرار بالطبع طالما كنا حريصين على عدم الاستفادة من الدروس ونحرص على أن تكون ذاكرتنا متوقفة بفعل نوع من الزهايمر المصنوع بارادتنا بامتياز عراقي خالص .

وبالفعل تجدد هذا السيناريو قبل أيام عندما صدم الجميع بخبر اعتذارنا عن المشاركة في مسابقة الكرة في منافسات الدورة الرياضية العربية الثالثة عشرة التي تحتضنها الجزائر في تموز المقبل من دون أن يقدم اتحاد الكرة أي إيضاحات أو تفسيرات تبرر احتجاب المنتخب الوطني عن الأولمبياد العربي وكذلك دورة الألعاب الآسيوية المقبلة ، وإذا كان المدير الفني كاساس قد فضل المضي في معسكر إسبانيا وخوض عدد من المواجهات الودية في هذا المعسكر ومنها المواجهة الودية مع منتخب كولومبيا فكان الأجدر هو زج المنتخب الأولمبي في منافسات دورة الجزائر حيث تكون منافسات غرب آسيا التي يستضيفها العراق حالياً للمنتخبات الأولمبية هي أفضل فترة إعداد وتحضير للمنتخب الأولمبي للدورة العربية التي مهما اختلفت درجة جودة وقوة المنتخبات العربية المشاركة فيها تبقى مناسبة سانحة لمضاعفة جرعات تحضير المنتخب الأولمبي الذي تعلق عليه الآمال في التأهل الى الأولمبياد القادم في باريس بعد اجتياز التصفيات الأولمبية .