من جَديد يأتي اتحاد الكرة العراقي على سياسة يرمي من ورائها إصابة الأهداف، التي ينشدها عبر المرور بطرق يرى العديد من المعنيين والمختصين، أنها مُعبدة بما يُؤمن للكرة الوطنية السير بسلاسة على طريق تحقيق الغاية المنشودة.. فإدارة الاتحاد بدت، ومن خلال ركونها إلى إقامة معسكرات تدريبية خارجية لمنتخباتنا الوطنية وجديدها المعسكر الإسباني، الذي يُواصله الأسود مع التأهب لخوض مقابلة ودية أمام منتخب كولومبيا، إنما هي خطوط إيجابية تضع في رصيد الاتحاد عديد علامات الإشادة كون المعسكرات تقام في دول أوروبية وتتخللها مباريات تجريبية من الوزن الأفضل، ويقينا فإن الأمر لا يقتصر على الوطني الأول وإنما هناك رؤية في هذا السياق تنسحب على جميع تشكيلاتنا الوطنية.

وفي إطلالة عامة على أبعاد هكذا خطوات نجد من نلتقي معه (متفقين) على أن الغاية نبيلة ويُراد منها تجهيز فرقنا الوطنية بالصورة المطلوبة، وهي حالة إيجابية لا يتقاطع اثنان بشأنها، وحتى إذا كنا نُجانب آخرين الرأي بصدد الإطار العام لهكذا رؤية كونها تأخذ من المال الكثير، فإننا- حتما - ومن باب الاعتراف بإيجابياته سنكون مُلزمين - مهنيا - بمساندة هذا التوجه عبر الإشادة به وفق اعتبارات وضمانات أن يأتي مدروساً بتفاصيله، كما أن التوجه الجديد ستأتي إيجابياته في معاودة كرتنا الوطنية تسجيل الحضور المُميز على الصعيد القاري وبالتالي سنشهد قفزة نوعية في مشاركاتنا الدولية.

نخالنا أن الخشية، التي أخذت أخيراً سبيلها إلى أفئدة البعض وبلغت ألبابهم تأتي من خلال عدم وقوف الجميع على منهجية إعداد واضح يتلمس المتابعون جديته عبر إطلالة إدارة الاتحاد من باحة شفافة يعلن فيها الخطوات التفصيلية لإعداد منتخباتنا بحلقاتها للبطولات المقبلة، ولعل أيضا مرد تلك الريبة يعود إلى أن المُفاتحات الأخيرة للاتحادات الصديقة بهدف نيل الموافقة على إجراء مباريات ودية مع منتخباتها بينها من لم تثمر عن إصابة سهام المعنيين فيها أهدافها ولم يتحقق لقائمتنا الوطنية سوى مقابلة واحدة مُرتقبة مُزمعة أمام منتخب محترم وهو المنتخب الكولومبي.

إن اقتراب القائمين على شؤون اللعبة، في الآونة الأخيرة، من أبجديات السياسة المُمنهجة، التي تُرسم بريشة معنيين يقفون على دراية وإمكانية بهذا الأمر جعل اتحاد الكرة قادر على سلك سبيل النجاح في هذا الضرب، بعدما أوّلى اهتماما لآراء عينة من مُمتهني التخطيط وصار له تواصل مع أشخاص يمتلكون البعد الموضوعي الذي يستند إلى حيثيات مهمة ومطلوبة تأخذ بالنظر مجمل حلقات الإعداد والسياسة المطلوبة والمرسومة بدقة، والتي يُمكن أن يُولد من رحمها فلسفة واضحة تتعاطى مع مراحل إعداد المنتخبات الوطنية وحسب الأهمية مع ضمان استمرار منافسات الدوري المحلي.

ومع ما تقدم، وإذا ما قصدنا أن نبلغ ضفة الفلاح أكثر وأكثر في تحديد رحلات تأهب يُعتد بها، فإنه ينبغي على اتحاد كرة القدم تسمية لجنة خاصة يجمع عناصرها بين الدراسة الأكاديمية والبُعد الفني المرتكز على الإمكانيات المتخصصة تكمن مهمتها في وضع خطط ستراتيجية لإعداد المنتخبات الوطنية للاستحقاقات الخارجية وبفترة زمنية مناسبة مع تحديد اللقاءات الودية، التي ستخوضها إلى جانب حيثيات لا يجد آخرون أنها مهمة، إلا أن من يعنيهم الأمر سيقفون بكل تأكيد على ضرورتها.