بشير خزعل
خلال زيارة رئيس الوزراء السوداني إلى نقابة الصحفيين بمناسبة عيد الصحافة العراقية، اجتمع رؤساء ومسؤولون ومستشارون وصحفيون وغيرهم من غيرالمتضررين من معاناة زملائهم ممن كانوا يقبعون خلف الكواليس في اعمالهم اليومية، سواء كانت تلك الأيام أعيادا أم مناسبات، الاحاديث الروتينة التي تخص حرية الصحفافة وعدم وجود محكومين في السجون من الصحفيين، وغيرها من اساليب الدعاية المعتادة في كل مناسبة هي التي تتصدر العناوين والمشهد الاعلامي في كل مرة خلال الاحتفاليات التي يحضرها المسؤولون من اعلى المستويات، وعلى مدى سنوات مضت لم يتجرأ أن يتحدث أحد الصحفيين القادة عن حقوق استلبت من الصحفيين وأسرهم بالتحايل والفساد والمضاربات، برغم وضعها القانوني الرسمي، أم المشتركين، في هذه السرقة العلنية من أعلى المستويات وصولا إلى المدراء والسماسرة من بعض الوسطاء والموظفين، لم يجرؤ في يوما أن يتحدث أحد ما في مثل هذه الاحتفاليات عن أسباب استلاب الحقوق العامة، مستغلا وجود صاحب القرار، لماذا غمطت هذه الحقوق وما المانع من استرجاعها، وهو الشخص القادر على استعادة مصدر سعادة الصحفيين وأسرهم، التي تمت مصادرتها بحجج وأعذارٍ واهية القصد منها ملء جيوب المرتشين والفاسدين والمنتفعين ممن هربوا أو من القي القبض عليهم، عيد الصحفيين الحقيقي هو عندما يعلن عن استعادة حق مستلب أو تعويض عن ضرر وقع على الصحفيين وأسرهم، التي تعاني من أوضاع معيشية صعبة، في الوقت الذي يحسد فيه الكثيرون بعض فئات الصحفيين على أنهم يتقاضون رواتب جيدة، لا يعلم هولاء أن أكثر من نصف هذه الرواتب يذهب لايجارات السكن، حل مشكلة عامة تتعلق بمصلحة آلاف الصحفيين، في مناسبة وطنية خاصة بهم سيكون أثرها المعنوي والمادي، يبقى عالقا في الاذهان لسنوات طويلة بالحدث والشخصية، التي اتخذت القرار ورفعت المعناة عن فئة مهمة من فئات الشعب العراقي، أما البروتوكلات التجاملية والهدايا العينية فلا تسمن ولا تغني من جوع، وستذهب أدراج الرياح مع ذهاب الرئيس، استحقاق أن يكون الشخص قائدا وممثلا لمطالب جماعته هي الشجاعة بحد ذاتها، اما أن يكون غير قادرسوى على التخفي والتملص من كلمة الحق والموقف، فالأحرى أن يبتعد ويكتفي بما انتفع به على حساب المرضى والمعوزين والضعفاء من أسر الصحفيين، الذين يسكن الكثيرون منهم حتى في مناطق التجاوزات
والعشوائيات.