باقر صاحب
صحراءُ أيامي
توحَّشتْ
فقضمتْ
ما تبقّى من مراعي أملي الخجولة
حبّي أخضرُ قليلاً
لم يصمدْ سوى هنيهاتٍ أمام جهامةِ مدينتي البدوية
أمامَ هجوماتِ جيوشِ البؤسِ واليأسِ والقلق
امتشقتُ سلاحَ كلماتي
لكنه خسرَ المعركةَ تلوَ الأخرى
منشداً أغنياتِ رثاءٍ
بعثرتها الريحُ ومفاسدُ الجهلة
صحراءُ أيامي
لا تقطعها سوى قوافلَ أوجاعِ الآخرين
وإن كانت لها أفياء
فهي قصصُ حبٍّ عابرة
تمطرُ ضحكاتٍ مراوغةً وترحل
صحارى سنيني
هادنها صبري كثيراً
فكبّلتْ أمنياتي
خلفَ أسوارٍ لا تنتهي
الصبرُ من خدعِ الزمنِ والموتِ معاً.
في حضرةِ العيشِ بأطيافك الزرقِ ولو قليلاً
أخلعُ كلَّ شيء
صحارى الصبر
وكثبانَ الخجل
كي تنتصرَ ولو قليلاً
على جيوشِ الإذعانِ والقبحِ والسأم.