مرتضى الجصاني
لا شكَّ أنَّ النقد الفني يحتلُّ أهمية كبيرة في تطوير الفن وهو حالة مهمة لا بدَّ من توفرها على طول المسار الفني لتقويم ورصد الحركات الفنيّة؛ لذا لا بدَّ من توضيح ماهية النقد الفني بداية.
النقد الفني هو حالة من الوصف والتحليل والتفسير للمنتج الفني، وهذا المنتج ينقسم إلى عدة أقسام حسب نوع الفن لذلك انقسم النقد الفني إلى عدة أقسام منها النقد التشكيلي والنقد السينمائي والنقد الأدبي أيضا، وينقسم النقد إلى قسمين منها الأكاديمي القائم على مناهج أكاديمية وصفيَّة أحيانا قائمة على القواعد الفنية واحيانا قائمة على السياق التاريخي والاجتماعي والفكري، والقسم الآخر قائم على قراءة شخصية، وهو السائد ويتفرّع منه النقد الانطباعي والنقد الباطني والنقد القصدي والقسم الثاني لا يمكن اعتباره منهجيا لأنه يمثل وجهة نظر القارئ بالدرجة الأولى، وهذا يتحمل إسقاطات شخصية نابعة من خلفيات نفسيّة وأخرى ربما فكريّة تكوّنت نتيجة القراءة والثقافة العامة.
وكذلك مدى قرب الكاتب من صاحب العمل الفني، وهنا تنشأ ثغرة نقدية حقيقية ناتجة عن العلاقات الشخصية والاجتماعية مما جعل موضوع النقد مقيّداً بالـ (شلليَّة) بمعنى يحتكر النقد مجموعة من الفنانين في كتابة مواضيع نقدية لمجموعة أخرى من أصدقاء مقربين الغاية منها عمل نشاط فني متبادل وهذا أيضا في حقل الأدب، الشعر، الرواية ..الخ.
وأيضا لست ضد هذا النوع من الكتابات فغالباً هي تعبر عن رأي صاحبها ولا تخلو من ملمح معرفي ولكن من الذي يكتب؟، من هو الناقد؟، هل هناك تخصص؟، هل هناك قيم معرفيّة فنيّة تحكم النص النقدي الذي نراه في كل مكان؟!، هل ما ينشر يمكن تصنيفه نقدا؟، أم ماذا؟، هل القراءة التي يكتبها شاعر، روائي، متذوق للفن هل يمكن اعتمادها كوثيقة نقديّة؟، ثم من يكتب لمن؟!، حقيقة لا أعرف ولا أستطيع التفريق بين كل هذه الأصناف الشائكة، كما لا أستطيع أن أفرّق بين الشاعر/ الفنان التشكيلي وما يكتبه وما يُكتب عنه ولا أفهم معظم النصوص التي تكتب كنصٍّ نقديٍّ وأراها في عالم موازٍ بعيد عن
أصل الموضوع.