أحمد خليل: الحركة التشكيلية العراقية مشتتة

ثقافة 2023/08/02
...

 بغداد: سرور العلي 


يوظف أحمد خليل الربيعي الشخصيات البهلوانية أو مهرجي السيرك، وبعض رسومات والت دزني في أعماله، وهي دليل على العودة من خلال الذاكرة إلى الطفولة.

ولد الربيعي في محافظة نينوى، وقد تعلم وكبر في المدارس العراقية، حتى قام بدراسة الفن التشكيلي في كلية الفنون الجميلة في جامعة الموصل، ومنذ الطفولة كان شغوفاً بالرسم بشكل كبير، إذ استخدم جدران المنزل في كل زاوية بأقلام الرصاص، والجاف، وألوان الباستيل، فتطورت إمكانياته ومهاراته الفنية، وبتشجيع من والده، وأستاذ التربية الفنية، وهي النواة الأولى نحو التطلع لدخول عالم الفن التشكيلي. 

وتأثر في بداياته بالرسومات التي كانت تنشرها دور السينما، من رسومات لأفلام أجنبية، ومصرية، وهندية، فكان ينجذب إليها بشكل كبير في فترة الطفولة، وأول عمل له هو لوحة زيتية على خشب، كان موضوعها عن السيد المسيح بعنوان "الراعي الصالح"، وكان محاكاة العمل عن طريق المعايدات عام 1996، ثم بدأ بمرحلة التخصص بعد

التخرج.

وأشار الربيعي إلى أن حياة الطفولة كانت مميزة ورائعة، ثم بدأ الدخول إلى عالم الفن التشكيلي بشكل دقيق، بزيارة المعارض الفنية في مدينة الموصل، والتعرف على فنانينها وروادها من المعاصرين، وكان لهم تأثير عليه في مجال الرسم بشكل مهم، بعد ذلك بدأ مرحلة الدراسة الأكاديمية، ثم التخصص في مجال التدريس لمادة التربية الفنية في المدارس، وتأثر بالمدارس الأوربية الحديثة، أي ما بعد الانطباعية، فكل فنان غربي وشرقي له تأثير كبير لديه، مؤمناً بعبارة التاريخ يعيد نفسه، ولكن بشكل معاصر. 

ويرى أن الحركة التشكيلية في العراق أصبحت مشتتة، بعد ما كانت سابقاً أكثر تنظيماً، بوجود مركز فنون خاص، وإغلاق معظم قاعات العرض  للفنون التشكيلية، وهجرة أغلب الفنانين خارج العراق، وممارسة عملهم التشكيلي في الغربة، إذ أن معظم الأعمال التشكيلية أصبحت تجارية، وهذا شيء مؤسف جدا، فالفنان العراقي فنان رصين، ومميز على المستوى العربي وحتى العالمي.

 ولدى الربيعي حس جمالي مرهف، محمل بقضاي الوطن وعوالم إبداعية، هي مزيج بين الطابع الشاعري، وما مخزون لديه في مخيلته البصرية، ويأمل أن تتحسن صورة المشهد التشكيلي في المستقبل القريب.

ومن أعماله: "عزف صامت، وحتى آخر لحظة، وعشيقة جان ميشيل باسكيا، والبيان الأول، ودخان في مقهى، واستراحة موظف، وثلاث نساء في بغداد".

أقام الربيعي عدة معارض شخصية في الموصل، وبغداد، وعام 2021 افتتح معرضه الشخصي الذي حمل عنوان "رصاصي 12"، في دكانة رؤيا، والكثير من المشاركات في مهرجان الواسطي، وجمعية التشكيل العراقي ضمن معارضها السنوية، وشارك في معرض كلاويز السليمانية عام 2022، وفي معرض الطبيعة السنوي على قاعات دائرة الفنون العامة في مقر وزارة الثقافة

 2023. 

ويسعى كذلك لإقامة معارض شخصية أخرى، تحمل موضوعات بالجانب الإنساني ومعاناته.