مآب عامر
أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في قاعة الجواهري جلسة استذكار واقعة الطف في عاشوراء، لعدد من الشعراء من كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وبابل. وفي الجلسة التي ادارتها الشاعرة غرام الربيعي قال الامين العام لاتحاد الأدباء والكتاب الشاعر عمر السراي: نقف اليوم لكي نؤكد دور الشعر ليكون قريبا من كل قضايا الأمة، وحينما نتحدث عن الامام الحسين وعن واقعة الطف عن كل ما جرى، فنحن نتحدث عن الثورة، عن الوطن، عن الإنسانية.. فهذا الخلود الذي استمر لقرون هو خلود يستحق أن نقف عنده دائما، وهي ظاهرة اضافت مند القدم العربي توجها جديدا وجنسا جديدا.
وقد شاركت مجموعة من الشعراء منهم، كاظم العبودي، وهاب شريف، ومهدي النهيري، وغيرهم.. وقال الشاعر كاظم ناصر السعدي في قصيدته: (لاء الحسين مسيرة الأحرار/ فيها تجنت روعة الإصرار/ نستوحي ذكراها ونحيا فعلها/ لنهد عرش الظلم كالإعصار/ لاء الكرامة نهضة الاصلاح في وطن غزته فيالق الفجار/ لاء المبادئ في طريق كفاحنا/ سيف الضياء على دجى الأشرار/ بالأمس في طف الشهادة أنجم/ سطعت في مجد ابائها المعطار/ واليوم أبناء الفراتين اعتلوا صهوات خيل النصر في المضمار/ من كان يهوى الفجر يصعد نحوه فالحر ينبذ عتمة الأفكار/ ذي كربلاء الروح والمعنى جلت/ عصفت الغبار ببهجة الأنوار/ لثمت سماء الفخر طهر أديمها ولها انحنى التاريخ بالإكبار/ مازال صوت الحق يهدر في دمي/ وعلى فمي ترنيمة الثوار).أما الشاعر الشيخ جمال ال مخيف من كربلاء، فقرأ: (تَعوّدتُ أنْ أبكيكَ والحُزن سورة/ تُرتّلُها الناياتُ فجراً على صدري/ لِأرسم لَون الماء في عين طفلة/ توالت بها الخيباتُ عطفاً على الكَسر/ تَعَوَّدتُ أن أشْتاقَ عَيْنَيْكَ لَهْفَةً/ أتَمَّ بها من تاب عُمْراً مِن القَصْرِ/ لأكتبَ سِفْرَ العِشْقِ ميلادَ رَغْبَةٍ / تُفَهْرِسُ صَمْتَ اللّيلِ ذكرًا ولَمْ تَدْرِ/ فأنتَ جَلالُ الله في صَدْرِ أمَّةٍ / تُفَرِّقُها الأخبارُ.. كُلٌّ إلى أمْرِ/ وأنتَ كَلامُ الله مِن دونِ غَفْلَةٍ/ تُعَطِّرُكَ الآياتُ مِن أقْدَسِ العِطْرِ/ تَعَوَّدْتُ أنْ أبْكيكَ والدَّمْعُ سَجْدَةٌ/ وَداعِيَةُ الأسْفارِ تَزْهو مع السِّفْرِ / وَلَمّا عَرَفْتُ العِشْقَ أنْوارَ ظُلْمَةٍ / سَعَيْتُ إلى لُقْياكَ في رَغْبَةِ الحُرِّ / وأبْصَرْتُ بعد الليل ذِكْراكَ قِبْلَةً / لِتَعْرى بِيَ الأعْذارُ مِن خَيْبَةِ العُذْرِ/ تَذَكَّرْتُ أنَّ الشَّمْسَ لَوْلا طُلوعُها/ لَما أدْرَكَ العُبّادُ تَرْنيمَةَ الفَجْرِ/ فَأنتَ حُسَيْنُ النّاسِ مِن كُلِّ مِلَّةٍ/ وأنتَ كِتابُ الله في شَهْقَةِ الحِبْرِ).
من جانبه، قال الشاعر عادل الصويري في قصيدة (الهامش الرابع - اضطرابات الماء بعد مقتل الحسين): (أنا/ في الفضيحة يا ابْنَ الكلامِ مُقيمٌ/ وَلَوْنُ دمي أصفرُ/ يُساقِطُ موجي خريفُ الهدوءِ/ وأوراقَ ثرثرةٍ أُنْثَرُ/ أضيقُ صغيراً بماءِ السكوت/ وطفلُكَ في سَهْمِهِ يكبرُ/ إلى اليومَ تُربِكُني بالعناقِ وَتَحنو، فَيَشربني المنظرُ/ أشُمُّ خيامَكَ/ ذُعْرَ الصغارِ/ وكفَّ أخيكَ، بها أبصرُ/ تُطِلُّ صغيراتُكَ الباكيات/ وَيَشْتُمُني جُرفيَ المُقْفِرُ/ يقولُ :بعاطفةِ المستحيلِ حُسَيْنٌ وأصحابُهُ شَجَّروا/ وَمُنذُ خيالاتِهِمْ/ والحقولُ - بما كفرتْ أنهرٌ – تغفرُ/ وَتُعْرَبُ بالرَفْعِ كُلُّ المياه/ وفي كربلا تُكْسَرُ
الأنهر).