القرآن الكريم يسبق العلاج النفسي الحديث

منصة 2023/08/03
...

في العلاج السلوكي الحديث، هناك وسيلة علاجيَّة تطبيقيَّة يقوم الطبيب المعالج باعتمادها للتخلص من عادة مضرة أو غير سويَّة استحكمت بالمريض، كقضم الأظافر مثلاً.
ويتطلب هذا الإجراء التخلص التدريجي من العادة، غير أنَّ هذا الإجراء ورد في القرآن الكريم قبل ما يزيد على ألف وأربعمئة سنة من توصل المعالجين السلوكيين له.
ولأنَّ للعادة أثرها المستحكم بالسلوك، فقد اتبع القرآن الكريم الأسلوب التدريجي في القضاء عليها، وبخطوات علميَّة وعمليَّة على النحو الآتي:

الخطوة الأولى
تمثلت بعدم مدح تلك العادة (السّكر) في مقام مدح غيره مقروناً به، بقوله: (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ))، مما يتخذ من هاتين الشجرتين من (سّكر) يخامر العقل، وما يتخذ من رزق حلال مثل التمر والعنب والفاكهة، وفي تسمية الخمر – بالسّكر: إشارة الى أثرها الإدراكي والانفعالي السيئ.

الخطوة الثانية
بيان ما للخمر من أضرارٍ انفعاليَّة واجتماعيَّة، على الرغم ممَّا قد يصيب بعض الناس من منافع ماديَّة في التجارة والميسر، بقوله (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا)).
الخطوة الثالثة
وفيها انتقل الى التحريم بعد الإضعاف التدريجي للعادة ولكنه تحريمٌ جزئيٌّ تحدد بأوقات الصلاة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ).
الخطوة الرابعة
وفيها تمَّ الانتقال الى التحريم الكلي بعد أنْ تقبّلوا التحريم الجزئي، وتمَّ إضعافُ العادة وإيصالها الى حالة إبطالها واستعداد النفوس للإقلاع
عنها:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)).
تلك واحدة من (بضاعتنا)، وغيرها كثير، أخذها منّا الغرب وسوّقها لنا فأقبلنا عليها ونحن عن أصلها غافلون.