تمثلات النهضة

ثقافة 2023/08/08
...

 كاظم الحسن                                  

                                                                          

هذا الكتاب هو قراءة في التحولات الثقافية، التي شهدها العراق نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ومحاولة للبحث في مقدمات ونشوء النهضة. تعتقد الكاتبة فاطمة المحسن أن الأدب كما هُيِّأ اليها هو التخفف من عبء المكان، فعندما تكتب تكون في كل الأماكن بما فيها مكانك الضائع. والكتاب يتكون من تسعة فصول وسوف اختار منها البعض، فلا يتسع المقام لما هو اكثر ومنها الفصل الثالث: المثقف العراقي. الفصل السادس: النهضة واقنعة الأدب.الفصل السابع :الأدب الشعبي والنهضة.  المثقف العراقي: 

ترى المحسن أن كلمة ثقافة ارتبطت بالحداثة منذ شيوعها في الغرب والمثقف هو منتج الأثر”كتاب مقالة في الجريدة مقالة علمية لوحة معزوفة موسيقية منحوتة”، أي من ينتج العالم الرمزي الخاص بالإنسانية والذي يتضمن الفن، العلم، الدين. ويرى غرامشي أن النشاط الفكري والثقافي غير مقتصر على المختصين في الكتابة، فالثقافة لا تعني الاكتشافات الفردية، بل البث النقدي للحقائق المكتشفة، لتغدو حقائق اجتماعية وعنصرا تنسيقيا ونظاما فكريا أخلاقيا. 

في النهضة وأقنعة الأدب: تعترض المحسن على ريادة الشعر مطلع القرن العشرين التي اختزلت باسم الشاعرين جميل صدقي الزهاوي ومعروف الرصافي، وتعتقد أن اسماء اخرى قد ظلمت، ومنها الأب انستاس الكرملي، الذي كان صاحب مشروع ثقافي ونشاط غير منقطع في اللغويات والتاريخ والبلدانيات... وسليمان فيضي مؤلف الرواية الايقاظية والتربوي والمهتم بالقانون والعلوم. وكاظم الدجيلي محرر مجلة العرب وعضو المجمع العربي بدمشق ومحمد مهدي البصير الشاعر والمؤرخ وفهمي المدرس الصحافي والمحاضر في جامعة الآستانة.

في الأدب الشعبي والنهضة: تتساءل المؤلفة عن  الأدب الشفاهي العامي في عراق مطلع القرن العشرين، وهل كان يغترب عن الادب المدون الفصيح، وهل كان شعر القريض كثير الاختلاف عن شعر الزجل أو أن ديباجة المقالة الصحافية أو القصصية، تتميز بالرفعة والسمو، قياسا على الكلام اليومي المتداول؟ وتصف الأدب الشعبي بأنه مصطلح يطلق على طيف واسع من الإبداعات الفطرية، مثل الحكايات والأشعار والأساطير والأغاني والأمثال وسواها من ضروب التعبير الشفاهي، التي كانت سائدة في العراق خلال عهود طويلة، وصولا إلى فترة النهضة. ويبدو أن الصراع بين العامية البغدادية والفصحى كان مستعرا، كما تشخصه الكاتبة التي تسميه زمان الشاعر الشعبي الملا عبود الكرخي، الذي لم يكن ناقدا للأوضاع الاجتماعية شأنه شأن أدباء الفصحى، بل كان يتصرف بأدبه كأداة قوة وتشهير يلوح بها امام من يعترض طريقه، مستخدما كل اساليب الشارع في الوقوف ضد الناس والافكار التي لا تجد لديه قبولا، وهو يستمد سلطته من قوة القهر والالزام التي تتميز بها الثقافة الشعبية. وعبود الكرخي تاجر أبل ومتعهد نقل المسافرين بين المدن، تحول إلى صحافي وناقد وشاعر، يخافه الساسة ويجامله الكتاب والوجهاء.