هدى عبد الحر

لاشك في أن  النجف واحدة من عواصم الثقافة الفاعلة في الوطن العربي كلّه، بل هي اسم  معروف في خريطة العالم المعرفية لما لها من دور معرفي كبير وحقيقي رفد الفكر والأدب بمداد أصيل منذ قرون عديدة ولا تزال، فضلا عمّا تحتويه من كنوز أثرية وتأريخية لا تقدّر بثمن، وعلى الرغم من الصبغة الدينية التي تميزت بها هذه المدينة إلاّ انها مدينة متشعبة المعارف لم تبخس باقي جوانب الثقافة حقّها، ففيها حركة تشكيلة ومسرحية وفنية لها جذورها العميقة التي تواشجت مع بدايات الفن العراقي بمختلف جوانبه، ومن ملامحها الجديدة التي تؤشر حركية الإبداع فيها ومواكبتها لكلّ جديد تأسيس غاليري (أكد) للفنون في 1-3-2022 ليكون  بقعة ضوء مختلفة لكل المهتمين بالفن التشكيلي من رسامين محترفين وطلبة فنون وهواة في النجف والمحافظات القريبة منها. ففيه خدمات كثيرة تقدم لكلّ راغب بالتعلم أو التدرّب على الخط والزخرفة وباقي فروع  الفن، فضلا عن توفير المواد الأولية التي يحتاجها كلّ مشتغل بهذه الفنون. ولا يقف غاليري أكد عند ذلك فقط، بل تمّ افتتاح ملحق للتصميم والخياطة وورشة عمل للفنون التطبيقية مثل الحرق على الخشب والتخريم وصناعة المجسمات والرسم على الزجاج.
ويوفر كذلك (أكد) فرصة لمن يريد أن يعرض أعماله الفنية للبيع مع تزايد الإقبال على اقتناء الأعمال الفنية، وما يهمنا هنا في هذه السطور ما يمكن أن يشكّله هذا الغاليري في بيئة النجف وما يمكن أن يسهم به في  دفع عجلة الفن  في المشهد الثقافي.  فالمعروف أنّ التشكيل فن نخبوي خاصة عندما يتعلق الأمر باللوحات الحديثة التي تتجه صوب التجريب والابتكار والغرابة، لذا يكون جمهورها خاص جدا  فيما تكون لوحات الطبيعة الواضحة أو مواضيع الاستشراق المقلّدة  موضع اعتناء وانبهار، لأنها لا تكلّف العقل كداً فكريّا لتقبّلها وينظر لها في كثير من الأحيان كجزء من ديكور وأثاث البيت لا كأعمال فنية لها  سطوة وقدرة على  تحريك الواقع وتغييره وتبديل مفاهيم الجمال، وهي أفكار لابدّ  إنها  طرأت على ذهن الفنان التشكيلي حسن الخاقاني صاحب الغاليري ومؤسّسه والطامح إلى جعله  منطلقا لحركة فنية حداثية  سيظهر من خلالها جيل فني مختلف.  
ولد الخاقاني في النجف عام 1977 وتخرج في كلية الفنون الجميلة قسم الفنون التشكيلية العام 2003 شارك في أغلب معارض الفن في النجف وبغداد وتتوزع أعماله في سوريا والكويت والإمارات وأمريكا وهولندا وكندا وغيرها من بلدان العالم.