وليد خالد الزيدي
ودعت الاوساط الفنية والاجتماعية في روسيا الفنانة الشهيرة فيرا فاسيليفا الاسبوع الماضي عن عمر ناهز98 عاما حافلا بأعمال سينمائية ومسرحية خالدة حيث تنتمي اسطورة الفن الروسي المولودة في30 ايلول(سبتمبر)(1925) الى جيل مسرح الثورة في موسكو وكان اول ظهورها في مجال السينما عام(1945) وحصولها على جزء صغير في فيلم (نداء الحب) ثم قدمت أول دور كبير عام(1947) بتجسيدها شخصية أناستاسيا جوسينكوفا في فيلم(قصة سيبيريا) الذي جلب شهرتها على مستوى العالم كما شاركت في (40) عملا سينمائيا و(60) مسرحية وقد استلهمت تاريخ السينما الدائمة التي انطلقت من سانت بطرسبورغ في اب(1896)في شارع نيفسكي الأفلام الأولى وعرضت في مسرح موسكو كورش للفنان فلاديمير ساشين بواسطة جهاز عرض فيتاغراف حيث بدأ بصناعة الأفلام القصيرة التي تعرض للجمهور بعد انتهاء العروض.
نالت فاسيليفا جائزة ستالين مرتين عامي(1948) و(1951)كما اشتهرت بدوريها في(العروس ذات المهر) عام(1953) و(مغامرات طبيب الأسنان) عام (1965)ولقبت كممثلة سوفيتية روسية بفنانة الشعب لاتحاد الجمهوريات السوفيتية عام (1986) وتعد سيرتها مثيرة وصعبة حيث والداها.
من عامة الناس انتقلا من قرية صغيرة في سوخوي الى موسكو الضخمة فعمل الاب سائقا في مؤسسة صناعية والام عاملة فيها وامتلأت سيرة ابنتهما بأحداث رمزية قادتها في ما بعد إلى المسرح لم تمنعها حياة العزلة والفقر من أن تصبح احدى الممثلات الأكثر شهرة في الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا الحديثة وتزوجت الممثل القدير فلاديمير اوشاكوف حتى وفاته عام(2011) ولم ينجبا ابناء.
فضلت فتاة المستقبل الأدب الكلاسيكي، غير ان زيارتها مسرح البولشوي في عمل(عروس القيصر) جعلها تدرك الهدف الرئيسي لحياتها وبعد سهرعلى الدوام بحياة ما وراء الكواليس وما حدث على المسرح بدأت بتجاوز أدبيات سنوات الحرب الصعبة واضطرت لتأجيل حلم المسرح وعملت في المصنع مع والدها اثناء انخراطها بالمدرسة وبعد التخرج حاولت دخول مدرسة السيرك الشهيرة لكنها لم تجتز الفحص البدني ولم تستسلم حتى دخلت مدرسة موسكو المسرحية بقيادة الشهيرغوتوفتسيف عام(1945)وبدأت سيرتها مليئة بأدوارها الخالدة في السينما والمسرح وضمت السيرة الذاتية لفاسيليفا آلاف العروض المسرحية وشخصيات رئيسية سينمائية اثناء ما كانت السينما الروسية أسيرة السياسة والعقائد التي عصفت بأكبر الأمم في العالم حتى قال فيها لينين جملته الشهيرة(من بين كل الفنون السينما عندنا هي الأهم) والتي لا يزال صداها ماثلاً في وجدان مَن تربى على السينما السوفيتية التي حمل رايتها الفنان سيرغي أيزنشتاين في فيلمه الأسطورة (البارجة بوتمكين) عام (1925) الذي مجد الثورة البلشفية بينما فهم الروائي والمفكر تولستوي أهمية آلة الضوء المسلط على شاشة بيضاء مطلع القرن العشرين قائلا(أنها ستغير حياتنا).