هلسنكي: يوسف أبو الفوز

ضمن فعاليات (ليلة الفنون) التي تشهدها العاصمة الفنلندية، هلسنكي، سنويا في أواسط شهر آب، التي ابتدأ تنظيمها منذ عام 1989 في العاصمة وعدة مدن فنلندية أخرى، كحدث ثقافي متعدد النشاطات، تفتح فيه ليلا المتاحف وصالات العرض الفنية، والمكتبات والمقاهي، وتقدم قراءات شعريّة وعروض موسيقيّة، وتقدم الكثير من العروض في الساحات والشوارع، افتتح الفنان التشكيلي العراقي أمير الخطيب معرضاً فنيّاً شخصيّاً، استقطب جمهوراً متميزاً من الفنانين والأدباء، والإعلاميين العراقيين والعرب والفنلنديين. ضم المعرض عدة اعمال تخطيطيّة بالأسود والأبيض، فضلا عن عملين ينتميان إلى أسلوب (فن التركيب).

لفت انتباه زوار المعرض، ان الفنان الخطيب لم يضع عنوانا للمعرض ولا للوحاته، وحين سألناه عن ذلك، أجاب بكونه أراد تحريض المشاهد المتلقي للمشاركة، فأعماله تنتمي الى ما سمّاه (الفن المفاهيمي) ويعتقد ان لكل انسان وجهة نظر، له الحق في عكسها وطرحها، وعليه فإن أعماله ستكتسب عناوينها من خلال المشاهد الذي ستقوده تجربته الحياتية والثقافية للعنوان المناسب. ويعتقد الخطيب أن استعراض الأفكار بأسلوب فني، يقتصد في العناصر، باستخدام أقل عدد ممكن من الكلمات والأدوات في العمل الفني، مع الاهتمام بقضايا الانسان الوجوديّة من شأنه تحفيز الناس للتفكير. وأثارت أعمال المعرض نقاشا بين الحاضرين وبين الفنان الخطيب، خصوصاً عمله التركيبي، الذي استخدم فيه كرسياً وثيراً، يخترقه من الوسط زعنفة ظهريّة لسمك القرش، ويعلو الكرسي علامة استفهام كبيرة على الجدار.

من الجدير بالإشارة الى أن الفنان أمير الخطيب المولود في مدينة النجف عام 1961، يقيم في فنلندا منذ العام 1990، وأسس في العام 1997 بالتعاون مع بضعة فنانين تشكيليين (شبكة الفنانين المهاجرين) في أوربا، ومقرها هلسنكي. وتصدر الشبكة التي تضم اليوم نحو 400 عضو ينتمون إلى أكثر من 40 بلدا، ويشكل الفنانون العراقيون نسبة كبيرة منهم، مجلة شهرية باللغة الانكليزية تحمل اسم (ألوان كونيَّة)، وقد استطاعت الشبكة تنظيم العديد من المعارض الفنيّة المشتركة في بلدان اوربية، وتحقيق مساهمة فكريّة فاعلة في حوارات حضاريّة تختص بمفهوم (الثقافة الثالثة).