المركبات الكهربائيَّة.. نجمة {ميونيخ للسيارات}

علوم وتكنلوجيا 2023/09/11
...

 ميونيخ: أ ف ب

استحوذت المركبات الكهربائية على الاهتمام الأوسع خلال المعرض الدولي للسيارات الذي يغلق أبوابه نهاية الأسبوع الحالي في مدينة ميونيخ الألمانية، وطغت على سائر الابتكارات على صعيد مركبات الوقود.
وفي ما يلي أبرز الصيحات التي تخللها المعرض:

المحركات الحرارية خارج الاهتمامات
في وسط مدينة ميونيخ، حيث الوصول إلى معرض "آي إيه إيه" مجاني لعامة الناس، لا تُعرض سيارات عاملة بالبنزين على منصات العرض الخاصة بـ"بي ام دبليو" أو "رينو"، فيما يُعرض القليل من السيارات الهجينة لدى "مرسيدس"... فلدى كبرى الشركات الأوروبية المصنعة للسيارات، الأولوية باتت بوضوح للمركبات الكهربائية، رغم أن الطرازات العاملة بالبطاريات لا تزال تمثل جزءاً صغيراً فقط من المبيعات في أوروبا.
حتى أن رئيس شركة "بي ام دبليو" حذر عبر صحيفة "بيلد" اليومية الشهيرة، من أن عدد السيارات الحرارية المباعة يُتوقع أن يزيد بحلول عام 2035، عندما يُفترض أن تكون جميع السيارات الجديدة المباعة في الاتحاد الأوروبي كهربائية.
وحدها شركة "بورشه" عرضت سيارة غير عاملة بالكهرباء، في الصف الثاني من منصتها، كما لو أنها أرادت الإيحاء بأن هذه المركبات باتت من زمن غابر.
لكن ذلك لا يشكل أي مصدر أسف لدى ناتالي، المقيمة في ميونيخ، والتي تمت مقابلتها على منصة العلامة التجارية الراقية. وهي قالت إن الطرازات الكهربائية "هي المستقبل"، وذلك بعد التقاط صورة لابنيها خلف مقود سيارة تعمل بالوقود بسعر يقرب من 180 ألف يورو.

غياب الهيدروجين
وقد لوحظ غياب المركبات العاملة بالهيدروجين عن مدرجات معرض ميونيخ، رغم تقديم هذه التقنية في بعض الأحيان كبديل للبطاريات الكهربائية.
ويقول نائب الرئس التنفيذي لشركة "هيونداي موبيس"، إحدى الشركات الرائدة في تصنيع المعدات في العالم "الهيدروجين في مركبات البضائع الثقيلة، ومركبات الخدمات، وبعض الحافلات، ولإزالة الكربون من النقل البحري أو الجوي، لمَ لا؟"، "لكن بالنسبة لسيارات الركاب، دعونا نركز على الأمر الميسر حالياً: المركبات الكهربائية".
ولا يزال الخبراء والصناعيون منقسمين حول مكانة الهيدروجين في إزالة الكربون من قطاع السيارات. وتعلق "تويوتا" و"بي إم دبليو" آمالاً كبيرة عليها، في حين أن العديد من العلامات التجارية الأخرى تحصرها بالمركبات متعددة الاستخدامات، والتي يصعب تحويلها لتصبح مركبات كهربائية.
حضور قوي للصين
في وسط مدينة ميونيخ، أقيمت منصة شركة "بي واي دي" الصينية قبالة نقطة العرض التي اعتمدتها فولكس فاغن مباشرةً، وقد كان حجم المنصة الصينية أصغر بالكاد من منافستها الألمانية الرائدة في المجال أوروبياً.
هذا النجم الصيني الصاعد في عالم السيارات الكهربائية لم يبلغ حتى الثلاثين من العمر.
وتهدف مجموعة "بي واي دي" إلى الاستحواذ على "4 % أو 5 % أو 6 % من السوق الألمانية" في غضون سنوات قليلة، وفق ما أعلن رئيسها مايكل شو في مقابلة مع صحيفة هاندلسبلات الاقتصادية اليومية.
ويبدو أن البعض اقتنعوا بقدرات هذه الشركات الآسيوية. ويقول الزائر الألماني ديتمار كيبيرو، بعد فحص بعض النماذج الستة المعروضة، إن "الصينيين بالطبع أفضل من حيث الأسعار من شركة فولكس فاغن".
ويضيف الرجل الستيني "أعتقد أن الجودة جيدة جداً"، خصوصاً على صعيد البرمجيات المدمجة بالمركبة. ويلفت إلى أن "تيسلا والصينيين هم رواد السوق، يليهم الكوريون".
وبالنسبة لباتريك وانغ، المدير الأوروبي لشركة دونغفنغ الصينية، فإن الأمر واضح، إذ يقول "سيكون بمقدور ماركات السيارات الصينية الوصول إلى مستوى العلامات التجارية التقليدية نفسه في غضون ثلاث أو خمس سنوات".

مفاهيم جديدة
وتحاول شركات التصنيع الألمانية فولكس فاغن وبي إم دبليو ومرسيدس تقديم عروض جيدة في المعرض، لكنها لم تقدم أي طرازات جديدة جاهزة للتسويق.
من المفهوم إلى الرؤية، تمتلئ المدرجات بالمشاريع المستقبلية الطموحة... التي لا تزال بعيدة عن خطوط الإنتاج.
من هذه المشاريع الجديدة، "بي ام دبليو نيو كلاسه" التي لا يُتوقع طرح طرازاتها قبل عام 2025؛ فيما لا تزال سيارة مرسيدس "سي ال ايه" أيضاً مجرد نموذج أولي، تماماً مثل سيارة "جي تي اي" الكهربائية الجديدة من فولكس فاغن أو طرازات أوبل الجديدة.
تعرض رينو، مع طرازها الكهربائي "سينيك"، والعلامات التجارية الصينية سيارات متاحة بالفعل أو متوقعة على المدى القصير جداً.