علاء الدين محمد: حزني كائنات هجينة بين الواقع والخيال

ثقافة 2023/09/11
...

 بغداد: سرور العلي

انبثق أسلوب علاء الدين محمد من بؤرة المآسي، فترسخت بذاكرته البصرية، كسرقة المتحف العراقي، وتفجير الآثار من قبل الإرهاب، إضافة لمجاورته مدينة بابل الآثرية، فشكل الاثر الكبير بمخيلته، فتأثر واسقط حزنه جمالياً، واستطاع أن يستلهم من هذه المفردات موضوعات (اسطورية معاصرة)، فهي كائنات هجينة بين الواقع والخيال.  
وفي دراسته الابتدائية كان شغوفاً بحصة التربية الفنية، لا سيما حين كان يطلب المعلم أعمالاً يدوية، فكان يوظف كل شيء يصلح أن يكون عملاً فنياً، وهو حاصل على بكالوريوس فنون جميلة /جامعة بابل 2008، وماجستير فنون تشكيلية/ رسم/ جامعة بابل 2012، وعضو جمعية التشكيليين العراقيين/ 2006، وعضو نقابة الفنانين العراقيين/ 2008.
وأشار إلى أنه لا توجد مدرسة فنية معينة تأثر بها، بل ما ينتج من فن هو نتاج تجارب وأفكار، ودراسات لحقب مختلفة، وعلى الفنان الحقيقي أن يستلهم، ويستسقي من كل شيء، وكثيرون ممن اعجب بأسلوبهم من الإوربيين أمثال شاكال، وخوان ميرو، وماتيس، واندي، وارهول أما العراقيين، فمنهم كاظم حيدر، وضياء العزاوي، وعلي طالب .
دراسة الماجستير في عام 2010 فتحت له الأبواب لعالم الفن التشكيلي،  إذ بدأ الاطلاع بشكل موسع على تاريخ الفن والمدارس الفنية، والتحولات التي مر بها معظم الفنانين، وما شد انتباهه هي الآثار السومرية، والبابلية، والاكدية، والآشورية، من جداريات وتماثيل وحلي، ومن هنا بدأ التفكير بخلق أسلوب فني تشكيلي معاصر، نابع من صلب الموروث العراقي.
وفي سؤالنا له عن رأيه بكون الفنان هو نتاج الدراسة الأكاديمية أم نتاج الحالة الإبداعية، فلفت علاء الدين إلى أن الأكاديمية تعلم القوانين، وفي العملية الإبداعية يتم كسرها، وهنا تكمن أهمية الثقافة والخبرة للفنان، كثيرون من يمتلكون خبرة الدرس الاكاديمي، ولكن ترعبهم فكرة كسر تلك القوانين، وفي المقابل هنالك من الفنانين لم يدخلوا الأكاديمية، لكنهم محترفون بخلق عمل فني متكامل.
وأكد “أن الحركة التشكيلية في العراق من أهم الحركات في الوطن العربي ومن المؤسسين، فيحتفى ويشاد بالفنان العراقي بكل المحافل في العالم، وله بصمته المميزة، ورغم ما مر به العراق من حروب وأزمات، قل الاهتمام به في الداخل، لكن في السنوات الأخيرة انتعش الفن  تقريباً، وعاد تدريجياً حيث تم فتح الكثير من الكاليريات في بغداد، فضلا عن أقبال البعض من عامة الناس من ارتياد صالات العرض هذه، وحتى الاقتناء بعد أن كان حكراً على الفنانين انفسهم”.
وبين أن كل الحضارات وثقت تاريخها بالفن، وعرفت من خلال ذلك، وكونه نشأ في حضارة وادي الرافدين، فيركز دائماً على تسليط الضوء عليها، وتقديمها للعالم بأسلوب تشكيلي معاصر.
لدى علاء الدين خمسة معارض شخصية، معرض شخصي أول في كلية الفنون الجميلة/ بابل 2008، ومعرض شخصي ثاني (متاهات العمى) على قاعة الود للثقافة والفنون/ بابل 2015، ومعرض شخصي ثالث طائر الآنزو -(حُرّ) على قاعة الود للثقافة والفنون/ بابل 2017، ومعرض شخصي رابع في دكانة رؤيا بشارع المتنبي عام 2019، ومعرض شخصي خامس في دكانة رؤيا للثقافة المعاصرة في العراق ببغداد 2022، كما لديه العديد من المعارض المشتركة ومنها، معرض مشترك (كرنفالية بورسيبا)، الذي اقيم في آثار بورسيبا  2012، ومعرض جمعية التشكيليين العراقيين/ قصر الاونيسكو في بيروت 2016، ومعرض جائزة عشتار، ومعرض يوم المفقود العالمي في المتحف الوطني العراقي 2018.
ونال الجائزة الثانية في معرض جائزة عشتار السنوي  للشباب 2016، والجائزة التقديرية والمالية في معرض جائزة عشتار للشباب لعامي 2017 و 2018، ومقتنياته في العراق، ولندن، وأميركا، وكندا، والإمارات، وعمَان، وبيروت.
وختم حديثه بالقول: “أتمنى أن يكون في كل بيت عراقي عمل فني، لأن للفن دورا مهما في ثقافة المجتمع”.