ريسان الخزعلي
قَرَأتْ على وجهي بقايا من خيوط ٍ قُطّعتْ
بينَ المطارِ وهجعةِ الفندقْ، وقالت أنتَ
في الطابقِ العشرينِ ، فانسَ البلادَ وحربَ
أهلكَ في البلادْ . فسمعتُ صوتَ قذيفةٍ
سقطتْ على فندقِ شيراتونَ في البصرة ..!
كم " طوكِيو " بعيدة ٌ ، ما أقربَ البصرة ..!
في الليلِ ( موريتا ) تُديرُ الكأسَ في غَنَج ٍ
وتغمزُني بأنْ أدنو إلى موجِ المُحيطِ وقد
علا ، لم أقتربْ من موجهِ وأنا سليلُ الماءِ
من طوفانِ سومر .
إنَّ المحيطَ في خرائط أطلسي أيامَ مدرسةِ
القصَبْ وعرفتُهُ، ما أبعدَ ( الهدّامَ ) عنهُ ،
كانَ المحيطَ الهادئ . ومحيطُ موريتا دَنا
منّي وأبعدني الترددُ وارتجافُ حبالِ
أشرعتي عن الساحل .
ما أقربَ الإصبعَ من لمسةِ وجهِ المرأةِ
الأُولى على مرأىً من النادل ..!
ما كنتُ بعيداً عن البلاد
ما كنتُ بعيداً عن المرأةِ الأُولى
ما كنتُ بعيداً عن الرصاص .
لم أخّف
غير َ أنّيَ منكشِفٌ للوضوحْ
لم أكنْ هادئاً
ربّما كنتُ حدَّ البداهةِ ساذجاً ...