موريتا 1982

ثقافة 2023/09/16
...

 ريسان الخزعلي

قَرَأتْ على وجهي بقايا من خيوط ٍ قُطّعتْ
بينَ المطارِ وهجعةِ الفندقْ، وقالت أنتَ
في الطابقِ  العشرينِ ، فانسَ البلادَ وحربَ
أهلكَ في البلادْ . فسمعتُ صوتَ  قذيفةٍ
سقطتْ على فندقِ شيراتونَ في البصرة ..!
كم  " طوكِيو " بعيدة ٌ ، ما أقربَ البصرة ..!

في الليلِ ( موريتا ) تُديرُ الكأسَ في غَنَج ٍ
وتغمزُني  بأنْ أدنو إلى موجِ المُحيطِ  وقد
علا ، لم أقتربْ من موجهِ وأنا سليلُ الماءِ
من طوفانِ سومر .
إنَّ المحيطَ في خرائط أطلسي  أيامَ مدرسةِ
القصَبْ وعرفتُهُ، ما أبعدَ ( الهدّامَ ) عنهُ ،
كانَ المحيطَ الهادئ .  ومحيطُ موريتا دَنا
منّي  وأبعدني الترددُ  وارتجافُ حبالِ
أشرعتي عن الساحل .
ما أقربَ الإصبعَ من لمسةِ وجهِ المرأةِ
الأُولى على مرأىً من النادل ..!

ما كنتُ بعيداً عن البلاد
ما كنتُ بعيداً عن المرأةِ الأُولى
ما كنتُ بعيداً عن  الرصاص .

لم أخّف
غير َ أنّيَ منكشِفٌ للوضوحْ
لم أكنْ هادئاً
ربّما كنتُ حدَّ البداهةِ ساذجاً ...