بغداد: محرر سينما
منذ صغره شغف محمد سليم بالسينما وأفلام الرسوم المتحركة وصناعتها، فكان يعيش قصصها ويهيم في عوالمها الخيالية، ويحلم باختراع قصصٍ على شاكلتها، وعلى الرغم من دراسته الإعلام واحترافه الصحافة، إلا أن هاجس صناعة فيلم انميشن ظلَّ يرافقه، فتدرّب على كتابة قصص الافلام وتصميم الشخصيات، فضلا عن كتابة السيناريو لها..
سليم المولود في بغداد في العام 1987 أخرج أفلامًا وثائقيَّة قصيرةً منها : " العودة" الفائز بالجائزة الثانية لمسابقة قناة العربيَّة ، و"طائر الألم". سينما "الصباح" التقت سليم وسألته عن سبب اختياره افلام "الانميشن" للتعبير عمّا يريد؟ فأجاب: "هذا النوع من الأفلام، تخاطب عقول الصغار قبل الكبار، وتأثيرها مباشرٌ بسبب خطابها المباشر وألوانها، بعيدا عن الأمور الاخرى، فيكون التركيز بها على الموضوع والمعالجة، فأستطيع التعبير عن أفكاري ورسالتي بأسلوبٍ واضحٍ وبسيطٍ للمتلقي".
ويعزو محمد سليم سبب اهتمام الشباب السينمائي المتزايد بإنتاج " أفلام الانميشن" إلى تطور التكنولوجيا والثورة الرقميَّة والبرمجيّات، فأصبحت صناعة الرسوم المتحركة والانميشن، ليست حكرًا على الرسامين فقط، و"إنما أصبحت بيئةً خصبةً للموهوبين بعالم السينما، وذلك لتأثيرها الآني على المتلقي، وعلى الرغم من غلاء وعدم توفر تلك البرامج التي تدخل في تلك الصناعة، إلا أنَّ هنالك تجاربَ محليَّةً رائعة"، وأضاف سليم : " لدينا تجربةٌ فنيَّة في العراق تتطور سريعا، وأخذت حيزًا كبيرًا في جميع المهرجانات المحليَّة، وأصبح لصنّاعها شأنٌ كبيرٌ بين السينمائيين".
وبحسب صاحب فيلم "الريل 6"، فإنه لم يتأثر بأسماء محددةٍ من صانعي افلام" الانميش"، وقال" أنا أتابع بشغفٍ تجارب وإبداع جميع المبدعين، خصوصا ما تنتجه السينما الروسيَّة واليابانيَّة، وهذان البلدان هما الأكثر تخصصًا وابتكارًا في مجال الرسوم المتحركة، وهذا ما جذب انتباهي بشكلٍ كبير، وحفزني لدخول هذا العالم الساحر".
وبشأن سؤالٍ عن إمكانية أن تكون المحاولات الفرديَّة لإنتاج هذا النوع من الأفلام، أساسًا لأفلامٍ تجاريَّة ناجحة؟ أكد محمد سليم " أن أهم سمات العمل الناجح هو الفريق، لأن هذا العمل يجمع بين كتابة السيناريو، والإخراج، والانميشن، والموسيقى، والدبلجة الصوتية، والمعالجة اللونية، فمن، المؤكد أن يكون تعدد الاختصاصات داخل العمل الواحد، هو تنوعٌ بالابتكارات وتكامل العمل، ما يجعله يحقق نجاحًا تجاريا"، ويرى مخرجنا الشاب أن العمل الفردي يكون صعبا جدا، ولا بدَّ من توفر كل ما ذكرناه عند صنّاع الفيلم.
لم يمنع انهماك محمد سليم في العمل الصحفي ورئاسته تحرير وكالة الأنباء العراقيَّة من إنجاز العديد من الأفلام الانميشن والوثائقية أبرزها "النداء الأخير، وكر الشيطان"(2020) الذي حصل على المرتبة الأولى عالميّا بمسابقة "شورت فلم ثينك" في الولايات المتحدة الأميركية، و" وحيد" (2022)، وحصل الفيلم التسجيلي " العودة" (2004) على جائزة العربية، والفيلم الوثائقي "طائر الألم " (2008) عن حياة بدر شاكر السياب، وحقق سالم فيلمًا عن بطولات الحشد الشعبي بعنوان" 15 دقيقة" (2022)، فضلا عن فيلمين وثائقيين هما "قصة بطل"، الذي يتحدث عن بطولات أحد أبطال جهاز مكافحة الإرهاب، و"الرد السريع"، ويحكي قصة القناص البطل أحمد الغراوي أحد قناصي الرد السريع، الذي تمكن من النجاة من عصابات داعش، وأطاح بخلية كاملة بمفرده، وآخر أعمال مخرجنا الشاب فيلم الانميشن " الريل 6"(2023)، وأكد سليم أن صناعة الأفلام: "تحقق رغبةً دفينةً في داخلي، فضلا عن كونها الوسيط الأكثر قدرة وانتشارًا على نقل ما أريد أن أقوله للناس".