لا أحدَ يُنصِت إلى عزائِنا

ثقافة 2023/09/20
...

فاطمة بدر*

نتسوَّل أطرافَ العباءات،
نشحذُ الحُبّ الذي توقَّف لحظةَ مُمارسة الخطيئة
حنانُ الآلهة لم يكفِنا
غُبار الصحراءِ لطَّخنا بالوجود
كيفَ نخلعُ الظِّل من امتداد الأرض؟
كيفَ نصرفُ الأزِقَّة المُثقلة بالولادات؟
نقفُ على الحدِّ
بين حُبهم المشروط
بين الرّجوعِ والسفر
الأرضُ ترفُضُنا
ونحنُ نبحثُ عن أوطان
في مسحةِ طَمأنةٍ
تُخبرنا بأنّنا سنكونُ بخير
لا أحدَ يُنصِت إلى عزائِنا
كُلُّ جُرحٍ يلمُّ سلاسِلهُ الحديديّة
يتوارى بعيدًا قاصدًا الغياب
أحلامنا قصائدٌ لم تكتمل
تُطارِدنا صرخةُ العاداتِ المعتمة
تقاليدٌ تنفشُ ريشَ بؤسِها
على جدائلِ الواقع
فرضٌ
فرضٌ
اقتناع
حقيقةٌ مُرتبِكة،
تزدوِجُ المَعايير
لا الشَّمسُ تُعرّي عبوديتنا
لا اللْيلُ يسترُ ثمالتنا
نرتشفُ الوقت حتى يمضي
نسيرُ نحو المعابد المُحرَّمة
كي ننسى ثقل أجسادنا
خطواتُ التّيهِ العالقةُ في الفضيلة
لا تشتهي معاقرةِ زيفِها
نحنُ الآن هُنا
رحيقٌ تلاشى عطرهُ
نجلسُ أمام البحرِ المبحوح
ضباب الأيام يرسمُ آفاقهُ
على نظّاراتنا
نحنُ
هُنا
ابتسامةٌ لا ترفّ
نُفكِّر في الانتحار الطويل
سكينةٌ مُبهرجةٌ تُحلِّق في سمائِنا

حانَ الوقتُ يا ربّ
حانَ الوقتُ يا ربّ
خُذنا إلى عدَمِكَ
قبل أن يشنقَ الفجرُ نفسه.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
*شاعرة إماراتية