كرة النار الصهيونية تتصاعد في جنوب لبنان

قضايا عربية ودولية 2023/11/07
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

خيّمت مشاعر الحزن والترقب على أجواء جنوب لبنان أمس الاثنين على وقع الجريمة التي ارتكبها الجيش الصهيوني مساء أمس الأول الأحد باستهدافه سيارة مدنية في بلدة عيتانا مما أدى لاستشهاد ثلاثة أطفال وجدّتهم فيما ترقد والدتهم في المستشفى بعد إصابتها بجروح بليغة.
ولاحظ مراقبون أنَّ كرة النار الصهيونية اتخذت مسارًا تصعيدياً خلال الـ48 الأخيرة على جبهة لبنان الأمر الذي دفع بحزب الله إلى الرد بضربات صاروخية استهدفت المواقع المعادية وقد طلب الجيش الصهيوني من سكان الجليل الأعلى التزام مساكنهم وعدم الخروج منها لخطورة الموقف.
لبنان وإزاء ذلك تحرك بتقديم شكواه الموثقة ضدّ سياسة "الأرض المحروقة" التي تتبعها الدولة العبرية في جنوب لبنان، حيث أشار وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، في تصريح صحفي أمس الاثنين، إلى أنّ "لبنان سيتقدّم بشكوى موثّقة ضدّ سياسة  الأرض المحروقة واستخدام الفوسفور الّتي ينتهجها العدو الصهيوني".
وكشف الوزير اللبناني، أنّ "نحو 6.4 ملايين متر مربّع (462 هكتارًا) حرقتها  قذائف  العدو الصهيوني وأسلحته الفوسفوريّة على البلدات الحدوديّة في جنوب ‎لبنان حتّى اليوم"، لافتًا إلى أنّها "أشعلت أكثر من 100 حريق، وامتدّت على مساحات حرجية شاسعة ذات أهميّة بيئيّة عالية، وأراض زراعيّة وعشرات آلاف أشجار الزيتون".
ويستمر التوتر الميداني في الجنوب، إذ قامت "مدفعيّة الجيش الصهيوني بقصف محيط بلدتَي الناقورة واللبونة في القطاع الغربي لجنوب لبنان". في السياق، كشف مسؤولون أميركيّون، أنّ "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعثت رسائل إلى كلّ من  طهران وحزب الله، عبر شركاء إقليميّين من ضمنهم تركيا، مفادها أنّها عازمة على التّدخّل عسكريًّا، إذا شنّا هجمات ضدّ (إسرائيل)"، وفقاً لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز"، في حين أكد الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ساميويل وربيرغ، أنَّ "منع توسع الصراع في المنطقة يُعد أولوية بالنسبة لبلاده، بيد أنه اعتبر أنه لا يُمكن التكهن بشيء".
في غضون ذلك، استنكر "التيار الوطني الحر"، في بيان له أمس الاثنين "الجريمة الاسرائيلية ضد المدنيين العزل والأطفال، وكأن العدو يريد أن يوسّع نطاق اعتداءاته عمداً ضد لبنان ليمدد إطار الحرب بعد الفشل في الوصول لأهدافه في غزة، وعلى إثر التحوّل في المزاج العام الدولي المندد بجرائم الابادة الجماعية التي تمارسها في غزّة". ونبّه "التيار" الدول الغربية الداعمة للدولة العبرية إلى "وجوب لجمها إذا كانت فعلاً تريد أن تتجنب توسّع الحرب، وذلك لمنعها من جرّ الغرب إلى حرب متفلّتة من كل الضوابط".