( الصباح ) تفتح ملف {نينوى} الجديدة

ريبورتاج 2023/11/26
...

   شروق ماهر 

شهدت مدينة الموصل مركز محافظة نينوى ووحداتها الإداريَّة مطلع العام 2023 قفزة نوعية في إنجاز وافتتاح عدد كبير من المشاريع العمرانيَّة التي دمرت خلال الحرب على عصابات داعش، إلى جانب افتتاح عدد من المشاريع الحيويَّة والسياحيَّة والسكنيَّة والتي تعد من المشاريع الجديدة والأولى من نوعها داخل مدينة الموصل، ناهيك عن وضع حجر أساس لمشاريع حيوية جديدة ما زالت قيد الإنجاز وسيتم افتتاحها مع بداية 2024 في مدينة الموصل وضواحيها.

بالأرقام

مع بداية انطلاق عجلة الإعمار التي أعلنت الحكومة المحلية انطلاقها في أولى أيام عام 2023، حققت نينوى قفزة نوعية في بدء مشاريع عديدة إلى جانب افتتاح عدد من المشاريع الأخرى، حيث شهد الشارع الموصلي إنجاز مشاريع كانت الأولى من نوعها.

محافظ نينوى نجم الجبوري يقول في حديث لـ (الصباح) إنَّ "عجلة الإعمار استطاعت أن تنجز أكثر من 1000 مشروع موزّعة بين المشاريع الخدميّة السكنيّة والسياحيّة والصحيّة إلى المزيد من المشاريع الأخرى".

وأضاف الجبوري أنَّ "نينوى افتتحت نحو (1000) و 80 مشروعا في عموم الموصل وفي المركز إلى جانب الاقضية والنواحي والقرى، حيث كانت للمشاريع الريفيّة الحصة الأكبر هذا العام، وذلك لإنجاز عدد من المشاريع الريفيّة، ومن أهم هذه المشاريع، استطاعت الحكومة المحليّة وعجلة الإعمار إنجاز نحو (12) مجسراً موزعة بين جانبي الموصل الأيسر والأيمن، وهي مشاريع منجزة جديدة أنجزت من اجل الحد من الزخم المروري الحاصل في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى بعد عودة النازحين بالكامل إلى مناطق سكناهم، إلى جانب إنجاز جسرين جديدين الجسر (السادس والجسر السابع)، وهذه الجسور لم تكن متواجدة قبل انطلاق حملات الاعمار في نينوى".


الصحة والتعليم

يكمل الجبوري حديثه لـ (الصباح)، ويقول: "أما الجانب الصحي فقد تم إنشاء 30 مركزا صحيا جديدا ومستشفى جديدا، أغلبها سعة الـ 100 سرير لدعم القطاع الصحي بعد تدمير مئات المشافي والمراكز الصحيّة خلال العمليات العسكريّة في الحرب على داعش، وايضا تم إنجاز وإعمار 320 مدرسة موزعة بين ابتدائي وثانوي في عموم مدينة الموصل المركز وسهل نينوى والاقضية والنواحي، وهناك أكثر من 200 مدرسة ما زالت قيد الإنجاز ولم يتم إكمال الإعمار فيها حتى العام المقبل، فضلا عن إنجاز اكثر من 100 بارك وحدائق ترفيهيّة كانت الابرز في حملات إعمارنا داخل مدينة الموصل والاقضية والنواحي الجنوبية والشمالية والشرقية، والتي أعادت إلى الموصل نشاط الواقع السياحي واستقطاب الأسر العراقيّة من المحافظات الأخرى، مع زيارات لعدد من الوفود السياحية الاجنبية منها والعربية إلى الحمامات المعدنية والمواقع الاثرية والسياحية بعد عودة إعمار داخل نينوى".


بنى تحتيَّة

يؤكد الجبوري، أنَّ "حركة الإعمار استطاعت تنشيط دور السياحة من خلال إعمار هذه المواقع مجدداً داخل الموصل، فضلا عن أنّ هناك مشاريع ما يزال العمل مستمرا فيها، ومن المؤمل إنجازها خلال عام 2024 مثل مشروع مطار الموصل الدولي، إذ يعد من أبرز مشاريع الإعمار في محافظة نينوى، وهذه المشاريع جميعها اعتبرت من ضمن انطلاق عجلة الإعمار في عام 2023، إذ إنّ هناك عدداً من المشاريع الخدميّة التي لم تذكر أنجزت خلال هذه السنة مثل مشاريع نصب المجاري الصندوقيَّة، وافتتاح مشاريع ايصال الماء الصالح للشرب، مع دعم وانشاء عدد كبير من المشاريع الخاصة في الزراعة داخل نينوى".


التعويضات ومساعدات

ولأجل إنجاز المشاريع كانت الحكومة المحليّة قد سلّمت خلال عام 2023 أكثر من 100 مليار دينار عراقي من مبالغ التعويضات للمتضررين في العمليات العسكرية إبّان الحرب على داعش، بعد أن أنجزت دائرة التعويضات في العاصمة بغداد عدداً من المعاملات وتم تدقيقها وصرف المبالغ للمواطنين المتضررين من أبناء نينوى".

حيث ساعد صرف هذه المبالغ في حملات إعمار أبرزها هي اعادة اعمار اكثر من 1500 منزل مدمّر موزع داخل المدينة القديمة، واخرى داخل ايسر الموصل وفي اقضية ونواحي منها تلكيف، وناحية بعشيقة، وبرطلة والقيارة وقضاء البعاج، اذ كانت هناك اعادة اعمار واضحة للمنازل والمحلات المدمّرة شملت اغلب المنازل في حملات الاعمار داخل الموصل".


إشادة

يرى العديد من المواطنين من سكان مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، أن حكومة محافظة نينوى بقيادة نجم الجبوري كانت من الحكومات التي برزت فيها عجلات الإعمار، حيث تم إنجاز عدد كبير من المشاريع لم تشهده محافظة نينوى خلال الحكومات المحلية السابقة، وزادت الوتيرة منذ إعلان تحرير الموصل من قبضة عصابات داعش الارهابيَّة، إلّا أنّه ما أنجز منذ تولي نجم الجبوري مهام محافظ نينوى في عام 2019 حقق قفزة نوعيّة داخل محافظة نينوى والموصل، وهذا بشهادة المسؤولين ودولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال زيارته لمحافظة نينوى، وعدد من الوفود والسياح الأجانب والعرب خلال زيارتهم للمحافظة مقارنة مع الأعوام ما قبل 2019 بعد أن تسلمت الحكومات المحلية السابقة أموالاً طائلة من الحكومة الاتحاديّة لكنها لم تنجز أو تحقق إنجاز أي مشروع خدمي أو من المشاريع الأخرى".

الدكتور جمانة جمال تقول في حديث لـ (الصباح): إنَّ "الحكومة المحليّة الحاليّة تمكنت من إنجاز عدد من المشاريع خلال عام 2023 وهو عام كان الأبرز في إنشاء عدد من المشاريع، وأبرزها كانت المشاريع الصحية والتربوية والخدمية، فضلا عن المشاريع السياحيَّة التي أعادت بعد افتتاحها إنعاش روح مدينة الموصل في جانبيها الايسر والايمن، إذ مكّن إنجاز هذه المشاريع من إعادة العديد من الأسر النازحة إلى مناطقهم على خلفيّة إنجازها داخل المدينة القديمة وخارجها".


إعمار خجول

لكن السيد خالد البدراني يرى أنّه "بالرغم من افتتاح عدد من المشاريع السياحية الحيوية الخدميّة لكن نينوى بحاجة ماسة ومدينة الموصل بشكل خاص إلى الدعم وإعادة أعداد كبيرة من المشاريع بسبب حجم الدمار الكارثي الذي لحق في البنية التحتيّة خلال الحرب على داعش، اذ ما زالت نينوى تفتقد إلى مشاريع سكنيّة ومشاريع خدميّة ومشاريع صحيّة، والمشاريع التي أعلن عنها لم تشكل إلّا 50% من المشاريع المدمّرة، وما زال هناك دمار كبير تشهده مدينة الموصل، وابرز هذه المناطق المتضررة والمدمرة في المدينة القديمة، إذ إن البيوت المدمرة لم تَرَ النور، أما الخدمات الصحيّة في المدينة القديمة فخالية تماماً في هذه المناطق بالرغم من الوعود الكثيرة على إعمارها من قبل عدد كبير من المسؤولين والنواب عن نينوى، إذ لم ينجز فيها إلّا 10% من إعمارها، وكل ما تم من إعمار بالمدينة القديمة فهو إعمار خجول جدا".


إحياء الأسواق والمراكز التجاريَّة

واستطاعت الحكومة المحلية مع انطلاق عجلة إعادة إعمار الموصل خلال سنة 2019 إنجاز عدد من حملات الاعمار وتحديدا لابرز الاسواق الموصليَّة والتي تقع بقلب الموصل القديمة على الرغم من بطء حركة الاعمار لكنها أنجزت ودبت الحياة فيها من جديد لتنعش آمال المواطنين بعد الانتهاء من إعمار الأسواق التاريخيَّة في تلك المدينة التي شهدت أعنف المعارك ولحق بها دمار كبير".

يقول زكريا وليد صاحب محل لبيع الأقمشة في سوق البزازين، وهو أقدم الاسواق الموصليَّة في الموصل القديمة، إنّ "الحكومة المحلية تمكنت من إنجاز حملات الاعمار، وإعادة إعمار الاسواق القديمة التي تشكل عصب الحياة الاقتصادية والتجارية فيها".

ويضيف في حديثه لـ (الصباح)، أن "عجلة الاعمار حققت إنجازا مثل اعمار سوق العطارين أحد أقدم الاسواق الموصليّة، وأهم المراكز التجاريّة، جنوبي المدينة القديمة على الضفة الغربية لنهر دجلة، ويضم نحو ألف محل تجاري متنوع الأغراض منها 40 بالمئة محلات متخصصة ببيع التوابل والبهارات والبخور والمواد المنزليّة، فضلا عن إنجاز وافتتاح سوق البزازين وسوق باب السراي وسوق الميدان وسوق السماكة وسوق الساعة وسوق راس الجسر، وهذه الاسواق جميعها أنجزت ما بعد عام 2019 وحتى عام 2023، وجميعها تقع داخل الموصل القديمة".

وبيَّن وليد، أنَّ "نسبة حجم الدمار في هذه الاسواق كانت قد بلغت نحو 80 بالمئة، الا أن الجهود أثمرت عن عودة نحو 90 بالمئة من اصحاب هذه الاسواق، وبدأت الحركة التجاريّة تعود تدريجيا إلى سوق العطارين، وبدأ باستقطاب الزبائن الذين تربطهم بهذا السوق ذكريات جميلة كونهم يعتبرونه قلب الموصل التجاري". منوها إلى أنّه "عند مدخل سوق العطارين هناك العشرات من بائعي السمك عادوا ايضا إلى عملهم مع بائعي الأقمشة والعطور والزهور".


الواجهة النهريَّة والمعالم الدينيَّة

دخلت حملات الاعمار التي شهدتها نينوى افتتاح عدد كبير من المراقد والجوامع والحسينيات إلى جانب المعالم التراثيّة والتاريخيّة في انطلاق عجلة الاعمار، إذ تم إنجاز عدد كبير من الجوامع، اما الابرز في حملة الاعمار فكان انطلاق اعمار الواجهة النهريّة بإشراف اليونسكو مع فرق هندسيّة من بلديات الموصل والتي ضمت عددا كبيرا من اعمار الجوامع المدمرة والكنائس والاديرة والمواقع التاريخيّة الاثريّة المدمّرة، وايضا تم انطلاق مشاريع العمل فيها وهي الابرز ضمن حملات الاعمار خلال 2023".

يقول الشيخ محمد الحيالي في أوقاف والشؤون الدينيّة في نينوى، أن "الوقف السني وبالتعاون مع عدد من المحسنين تمكن من إنجاز واعمار اكثر من 30 جامعا مدمّرا خلال عام 2023، وافتتاحه مع وضع حجر اساس لاكثر من جامع داخل المدينة القديمة، إلى جانب اعمار مساجد كانت قد دمّرتها عصابات داعش في الموصل القديمة وايمن وايسر الموصل".

مبيِّناً، بأنَّ "هناك خطة عمل لانجاز واعمار عدد من الجوامع خلال العام المقبل في الاقضية والنواحي مطلع عام 2024".