في ذاكرتي

الرياضة 2023/12/03
...

كاظم الطائي

مع أن اهتماماتي الرياضية تعود إلى ستينيات القرن المنصرم وحرصت على حضور المباريات في ملعب الشعب الذي افتتح في العام 1966 وملعب الكشافة وانا بعمر صغير ولا أنسى أبداً ذهابي مع عدد من ابناء المحلة في مدينة الصدر الثورة آنذاك  مشياً على الأقدام ونعد ذلك نزهة ترويحية لا غنى عنها في سنوات الطفولة
كنت استمع لحوارات الكبار عن أفضلية فريقي القوة الجوية وآليات الشرطة بداية السبعينيات كل حسب عشقه للأزرق أو الأخضر الذي كان بنفسجياً والسكك أوالأبيض الزورائي وبقية الأندية المحلية ومن خلالهم تفاعلت مع تلك المنافسات واهتممت بأسماء اللاعبين وتابعت أماكن تواجدهم مثل كاظم وعل وحنون مشكور وفلاح حسن وإبراهيم علي وجبار حميد وحسن حياوي ومجبل عبد وكاظم صدام ووليد جاسم ومهدي جاسم وغيرهم من لاعبي الأمس.
في إحدى المرات رافقت فريق الطيران ب الذي شارك بدوري الكرة الممتاز في منتصف السبعينات في الحافلة التي أقلته من ساحة الطيران في الباب الشرقي ودخلت ملعب الشعب لمشاهدة مباراته مع نادي الجيش مستغلاً القرب الجغرافي من مدرب الفريق الجوي كاظم جبر لاعب المنتخبات الوطنية والعسكرية والفائز بكأس العرب 3٣ مرات آخرها في العام 1966 في بغداد.
لم يكن الحضور في تلك المباراة يزيد على 10 متفرجين ومع ذلك أصر عضو اتحاد الكرة في حينها معروف الحميري على أن أخرج من الملعب لأقطع تذكرة الدخول وأن أصعد على المدرجات بعدها لأن التعليمات تمنع الجلوس بالقرب من مصطبة الاحتياط
في تلك السنوات لاحظت النشاط غير الاعتيادي لسكرتير اتحاد الكرة آنذاك الراحل محمد حسون وإشرافه على كل صغيرة أو كبيرة قبل أن نصل اليوم إلى العمل الاحترافي بوجود الكثير من اللجان والعدد المناسب من تشكيلة إدارة الاتحاد ولكل عضو فيها مهماته ونشاطه
بعد منتصف السبعينات تسنَّى لي أن أراقب أو أزامل عدداً من نجوم الكرة فيما بعد جمعني معهم اللعب في منافسات المدرسة المتوسطة والثانوية منهم بحر محمد وجبار عبد النبي ومحمد الشيخ الفنان والرياضي وكابتن منتخب الشباب ونادي الأمانة آنذاك وشاكر محمود وباسم قاسم وكريم صدام وكريم زامل والشاعر الراحل ولاعب الكرة  عادل محسن وكريم هاشم وفاضل جخيور وناطق هاشم رحمه الله ورحيم حميد وحسام حسن والحارس زكي حسين وعشرات المبدعين الذين شقوا طريقهم مع الأندية والمنتخبات من بوابة إعدادية الثورة منجم المواهب بمختلف الاختصاصات
لم تكن الدراسة وحدها هي مبتغى جيل الأمس فقد نمت في نفوسنا أشياء تفوق الوصف وتخطت ميادينها لترسم خطوات الغد بعناوين لا نجدها حاضرة اليوم وانحسرت المواهب والمهارات في ظل معادلة جديدة تحولت فيه الساحات المدرسية إلى بساط كونكريتي واختفت النشاطات اللاصفية إلا ما ندر وأصبح درس الرياضة في خبر كان أليس كذلك